11/23/2016

الدرس الأول


قبل الشروع فى شرح الكتاب يجب أن نتكلم 
فضل العلم
                                           فضل العلم
العلم هو طريق العملو أن الله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الحياة من أجل العبادة فالله سبحانه وتعالى يقول: 
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ [الذاريات : 5657]
إذا كان الأمر كذلك إذا كانت الغاية من خلق الإنسان في هذه الحياة أن يعبد الله سبحانه وتعالى أن يكون عبدا 
لله سبحانه وتعالى فهل يمكن أن تستقيم عبادته بغير علم؟ لا والله لا يمكن أن تستقيم عبادته بغير علم
إذن: العلم هو طريق للعبادة طريق لتحقيق الغاية التي خلقنا الله سبحانه وتعالى من أجلهاوهى العبادة
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أهل التقوى ومن أهل الصلاحومن أهل العلم الذين ينتفعون بعلمهم وينفعون 
الآخرين به إذن: ما دامت هذه غايتنا أوغاية خلقنا على هذه الأرض وهو عبادة الله وما دام العلم سبيلاً إلى هذه 
الغاية فلا شك أن للعلم مكانة عظيمة وشريفة  وفضل عظيم اللهم علمنا ما ينفعنا وإنفعنا بما علمتنا

بعض الآيات التي تدل على فضل العلم
{﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه: 114]هنا الله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله محمد صل الله عليه وسلمويقول: 
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يزيده علما إذا طلب منه ربه سبحانه وتعالى أن يدعوه 
ليزداد علما لماذا ؟ لما في هذا العلم من الفضل العظيم ومن النفع للإنسان في الدنيا والآخرة فلما أن الرسول صل 
الله عليه وسلم يقول هذا القول ويدعو به نحن أيضا ندعو به فنقول: اللهم زدنا علما اللهم زدنا علما اللهم زدنا علما تطبيقا 
لقوله سبحانه وتعالى واتباعا لرسول الله عليه الصلاة والسلام استجابة لأمر ربه سبحانه وتعالى
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدنا من فضله
قوله سبحانه وتعالى ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9] أكيد لا يستوونلا شك أن الذين 
يعلمون أفضل وأقرب إلى الله، وأكثر عملاً من الذين لا يعلمون، وهذه الآية فيها بيان واضح، وفيها تفضيل واضح للعلم
وأهل العلم {قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11]}إذن هذا دليل واضح 
على فضل العلم الله سبحانه وتعالى يقول: يرفعهم درجات كم درجة؟ درجتين؟ أم ثلاث؟ أم أربع؟ الله أعلم 
كلمة درجات جمع والله سبحانه وتعالى يقول: يرفعهم درجات كم هذه الدرجات الله أعلم بها مع كثرة هذه الدرجات إلا 
أنه بين الدرجة والدرجة فرق شاسع ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ يرفعهم على من؟ 
على غيرهم من الناس، الذين لم يؤتوا العلم الذين لم يتعلموا وأولئك الآخرين الذين أقل شأناً من الذين أوتوا العلم 
هذه مجرد نماذج من القرآن الكريم على فضل العلم و الأدلة في ذلك كثيرة وكثيرة جدا
ننتقل إلى السنة المطهرة
قال صل الله عليه وسلم {من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها 
رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له كل من في السماوات والأرض حتى الحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على
 العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وأن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم
فمن أخذ به أخذ بحظ وافرحديث واحد فيه الكثير والكثير من الفضائل التي تدل على فضل العلم
الفضائل الواردة في هذا الحديث
أولاً: {من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة} إذن العلم هو طريق موصل إلى الجنة 
ثانيًا: الملائكة تضع أجنحتها لطالب رضا بما يصنع الملائكة على مكانتها وعلى قدرها وعلى شرفها عند ربها 
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون تضع أجنحتها رضا لطالب العلم
ثالثاً : وأن العالم يستغفر له كل من في السماوات والأرض، حتى الحيتان في جوف البحر كم في السماوات والأرض 
من مخلوقات؟ كائنات بشرية و كائنات حيوانيةو بريةو مائية كلها تستغفر لصاحب العلم هذه الكائنات حتى الحيوانات 
أو الطيور تسبح الله سبحانه وتعالى ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء: 44]  إذن ما المانع أنها تستغفر لطالب
 العلم وكما أخبر بذلك الرسول عليه الصلاة والسلام إننا طبعا لا نسمعها تتكلم ولا نفهم ماذا تريد وما لغتها لكن هي
 بينها لغات وبينها شيء تتفاهم به إلا أن الرسول صل الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحي يوحى عليه الصلاة والسلام هو الذي أخبرنا بأن من في السماوات والأرض يستغفرون للعالم حتى الحيتان 
في جوف الماء
رابعاً : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب يعني ليس فقط مجرد أن فضل العالم على سائر الناس 
لا على العابد العابد بمعنى أنه كثير العبادة المتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالعبادة المصلي الصائم المزكي المتصدق  
الآمر بالمعروف  الناهي عن المنكر  العابد بمعنى كثير العبادة  ومع ذلك مع مكانته إلا أن العالم أفضل منه كفضل القمر 
على سائر الكواكب عندما ننظر في الليل في السماء في وقت ظهور القمر حين يكون بدرًا ونقارن بين القمر وبين النجوم 
ما الفرق؟ نرى فرقاً واسعا بين القمر وبين سائر النجوم ولذلك فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم
خامساً : {وإن العلماء ورثة الأنبياء} العلماء ورثة الأنبياء ماذا ورث الأنبياء للعلماء؟  هل ورثتهم المال؟ 
لاورثوهم بالعلم ورثوهم بالفضل ورثوهم بالخير ورثوهم بالعمل الصالح ورثوهم بالدعوة إلى الله ورثوهم بتعليم الناس 
في هذا المجال أى المجال الدينى والدعوة إلى الله{وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورثوا العلم}
سادساً : يأتي في نهاية الحديث جملة جميلة جدًّا تبين لك أيضًا هذه المكانة وهذا الفارق: {فمن أخذ به أخذ بحظ وافر} 
تصوروا لو واحد في الدنيا قيل له: أنت ربحت مليار من الجنيهات من اليورو ربحت كذا وكذا .. هذا يكون مكسب 
كبير بالنسبة له لكن هل المليار أو المليارات تعادل ما يربحه الإنسان من العلم الشرعي، لا والله لا تعادل الرسول 
عليه الصلاة والسلام يقول في نهاية هذا الحديث: {فمن أخذ به أخذ بحظ وافر}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال عليه الصلاة والسلام : { من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين}
 الفقه فى اللغة أى لغة العرب هو العلم والفهم بينما الفقه في الدين هو العلم الشرعي هل قال: من يرد الله به خيرا يعطيه
 مالا من يرد الله به خيرا يعطيه قوة من يرد الله به خيرا يعطيه صحة من يرد الله به خيرا يعطيه كذاوكذا
لا قال -عليه الصلاة والسلام-: { من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين الله إني أسألك من فضلك يا رب العالمين
إذن  هذه بعض الأدلة من القرآن ومن السنة التي تدل على فضل العلم
 أحبائي فى الله المجال واسع ويوجد الكثير من الآيات والكثير من الأحاديث  ولا يجب على الواحد منا أن يغفل من استنباط
 مثل هذه الأشياء وتدوينها وكتابتها من أجل أن ينشئ نفسه يعني مثل المشجع على طلب العلم والصبر عليه يا أحبائى طلب 
العلم ليس بالأمر الهين يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى مصابرةويحتاج إلى بذل جهد وأحياناً يحتاج إلى قلة نوم يحتاج إلى اقتصاد 
في الطعام يحتاج إلى الاقتصاد في أشياء كثيرة من مباحات الحياة لكن الذي يشغل نفسه ويلهو في مباحات الحياة هل يدرك
 العلم طبعًا لا

من أقوال السلف في طلب العلم من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وغيرهم
قال ابن عمر: {مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة }
تصور واحد جالس يعبد ربه ستين سنة ويُقال والله هذا الإنسان ما شاء الله عابد مدة ستين سنة ما يكون هذا 
الشيء شيء عظيم عبادة ستين سنة لكن ابن عمر ماذا يقول؟ { مجلس فقه} ومجلس الفقه يستغرق إلا 
نصف ساعة ساعةساعتين أكثر أقل لم يقل ساعة ولاساعتين ثلاث لكن مجلس فقه يتذاكر فيه الفقه ولا يعني 
الفقه فقط الذي هو الفقه المعروف الاصطلاحي عندنا اليوم [ فقه، تفسير، حديث ] الفقه هو العلم الشرعي أيا 
كان وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون مجالسكم هذه مجالس فقه لأن فيها نتفقه ونتعلم الأمور الشرعية التي 
تعيننا وترفعنا درجات لأن العلم يرفع أهله درجات
عن أبي ذر وأبي هريرة -رضي الله عنهما { باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوعًا} 
كلامهم في المعنى واحد وكلامهم هذا معتمد على كلام رسول الله صل الله عليه وسلم { فضل العالم على العابد كفضل 
القمر على سائر الكواكبأبو ذر وأبو هريرة كلامهم واحد مع ابن عمر في نفس المعنى{ باب من العلم نتعلمه أحب
 إلينا من ألف ركعة تطوعًا }
نصيحة وفائدة
إذا كان لدينا فرصة وكنا أمام خيارين: أن نتعلم علم أو نتطوع فتعلم العلم وأجل التطوع
والله أن الإنسان في البداية  عند التعلم وهذا عن تجربة يجد راحة في قلبه ويجد سعادة ويجد تقدم ظاهر في حياته 
في علمه وفي عمله وفي قربه من الله سبحانه وتعالى
قال سفيان الثوري والشافعي: {ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم}
 لا شيء أن الفرائض مقدمة لأنها شيء واجب يجب أن نعمل بها وبعد ذلك العلم مقدم  على النوافل والعلم يعتبر 
هو مثل النافلة لكن قد يكون أحيانًا فر والفرض بمعنى أنه يجب عليك أن تتعلم وهذا متعلق بالعلم الذي لا تقوم 
عبادتك إلا به كتعلمك الصلاة الصلاة يجب على الإنسان أن يتعلمها ولا يُعذر في ذلك الوضوء يجب أن يتعلمه الإنسان 
ولا يُعذر بجهله به لأ لا تصح الصلاة بدون وضوء كذلك الحج فيتعلمه وكذلك الصوم وغيره من الفرائض التي لا تستقيم 
إلا على الطريقة الصحيحة والوجه الصحيح سبحان الله كل الكلام متناسق ومندمج مع بعضه ولا يتعارض ويؤيد بعضه 
بعضه كله يبين لك مع كلام الرسول عليه الصلاة والسلام فضل العلم ومكانته وأهمية الإقبال عليه وأنه مقدم على 
نوافل العبادات وأقول وأكرر ما قلت من قبل قليل وهذه فائدة جميلة وفائدة عملية لمن كان عنده فرصة للنافلة أو 
لتعلم العلم فليقدم تعلم العلم على أداة النوافل
أيضًا قال الإمام أحمد: {العلم لا يعدله شيء} أكيد العلم لا يعدله شيء من أعمال الخيرات ولكن استثنى من هذا 
الفرائض الفرائض غير داخلة في هذا الشيء الفرائض يجب على الإنسان أن يؤديها وأن يتعلمها
إذن ابن عمر وأبو ذر وأبو هريرة وسفيان الثوري والشافعي و الإمام أحمد هؤلاء كلهم علماء أدركوا فضل العلم 
وعرفوا معنى العلم أدركوا الفضل وحصلوا العلم فنفعوا أنفسهم ونفع الله سبحانه وتعالى بهم
الكلام في هذا المجال كثير لكني أقتصرت على بعض الأقوال فقط من باب معرفة فضل العلم وإلا ما شاء الله كتب أهل 
العلم وخاصة الكتب التي تحدثت عن العلم وفضله كثيرة ومباحث كثيرة و الذين نسبت إليهم هذه الأقوال هم علماء سواء 
من الصحابة أو من التابعين أو حتى من أتباع التابعين أو من غيرهم لأنهم لما أدركوا فضل الأمر سعوا إليه وأدركوه
وسوف نشرح بعض من كتب طلب العلم وفضل العلم وأداب طلب العلم بعدما نفرغ من شرح كتاب الأصول الثلاثة

بمشيئة الرحمن اللقاء القادم سوف نقول نبذة عن الإمام محمد عبده مؤلف الكتاب ونبذة عن الشيخ 
ابن عثيمين شارح الكتاب ونبدأ فى الكتاب
و نقول أخيراً: اللَّهم إنا نسألك من فضلك اللَّهم إنا نسألك من فضلك اللَّهم إنا نسألك من فضلك اللَّهم زدنا علما



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق