فى الساعات الأخيرة من عمر الإنسان تظهر علامات ودلائل على خاتمة ذلك الإنسان
فإن
كانت خيراً فخير حيث يتبشر بها صاحبها خيراً وتطمئن بها نفسه وإن كانت
سوى ذلك والعياذ بالله فقد غوى فإن طاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته حق عبادة
لا تُخذلان صاحبهما عند الموت وإنما تكونا له نوراً وبشرى فى لحظاته الأخيره فتظهر
عليه
علامات حسن الخاتمة أما أرتكاب الذنوب والمعاصى واتباع الشهوات فإنهما من الأفعال
التى تُخذل
صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له فتظهر على الإنسان علامات سؤ
الخاتمة إذن فإن حسن الخاتمة هى أن يوفق العبد قبل موته للتوبة عن الذنوب والمعاصى
والإقبال على الطاعات وأعمال الخير ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة ومما يدل
على هذا أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
[ إذا أراد
الله بعبده خيراً استعمله قالوا :كيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل موته ]
[رواه أحمد ]
وقد
كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة
خوفاً شديداً وفيما يلى النظر فى ساعة الأحتضار على سلفنا الصالح
الذين عاشوا على طاعة الله وماتوا علىذكر الله يأملون
فى فضل الله ويرجون رحمة الله مع ما كانوا عليه من الخير والصلاح
1 ) لما رأت فاطمة رضى الله عنها ما برسول الله صل الله عليه وسلم من الكرب الشديد
الذى يتغشاه قالت واكرب أبتاه فقال لها صل الله عليه وسلم [ ليس على أبيك كرب بعد اليوم ]
2 ) وكان بلال بن رباح رضى الله عنه يردد حين حضرته الوفاة ويشعر بسكرات الموت
قائلاً : [ غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه فتبكي امرأته قائلة: وابلالاه
واحزناه فيقول : وافرحاه]
3) وعندما خطب رسول الله صل الله عليه وسلم في أصحابه حاثاً لهم على الاستشهاد
في سبيل الله في معركة
بدر قال: [ قوموا إلى جنة عرضها
السموات والأرض ] فسمع عُمير بن
الحُمام
هذا الفضل العظيم وقال والله يا رسول الله إنى أرجو أن أكون من أهلها فقال
بها فما
كادت تصل إلى فمه حتى رماها وقال [ إنها لحياة طويلة إن انا حييت حتى أكل ثمراتى
فقاتل المشركين حتى قُتل]
4 ) وعندما حضرت الوفاة معاذ بن جبل قال : [ مرحباً بالموت زائر مغيب وحبيب جاء
على فاقة اللهم إنى كنت أخافك فأنا اليوم
أرجوك اللهم إنك تعلم أنى لم أكن أحب الدنيا لجرى الأنهار
ولا لغرس الأشجار ولكن
لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء عند حلق الذكر ]
5 ــ ولما أحتضر عمر بن عبد العزيز قال
لمن حوله : [أخرجوا
عنى فلا يبق أحد ] فخرجوا فقعدوا
على الباب فسمعوه يقول : [ مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا
جان ] ثم
قال:{ تِلْكَ الدَّارُ
الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ
عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [سورة
القصص : 83]
ثم قُبض رحمه الله
علامات حسن الخاتمة
نطق الانسان بالشهادة عند موته
وفي ذلك أحاديث كثيرة منها حديث عن معاذ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله
عليه وسلم [ من كان أخر كلامه لا إله
إلا الله دخل الجنة ] [ رواه أبو داود ]
الموت برشح الجبين
لحديث بريدة بن الخصيب رضى الله عنه أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده
بالموت وإذا هو بعرق جبينه فقال الله أكبر سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول
[موت المؤمن بعرق الجبين ]
الموت ليلة الجمعه أو نهارها
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم [ ما من مسلم يموت يوم الجمعه أوليلة الجمعه إلا
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم [ ما من مسلم يموت يوم الجمعه أوليلة الجمعه إلا
وقاه الله فتنة القبر ] [ رواه
احمد والترمذى ]
الأستشهاد والموت فى سبيل
الله
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم [ ما تعدون الشهيد فيكم ؟ قالوا :يا رسول الله
من قتل فى سبيل الله فهو شهيدقال إن شهداء أمتى إذن قليل قالوا :
يارسول الله
فمن هم الشهداء ؟ قال :[ من قتل فى سبيل الله فخو شهيدومن مات بالطاعون
فهو شهيد ومن مات فى
البطنفهو شهيد والغريق شهيد ] [ رواه مسلم ]
وقد أضافت احاديث
أخرى أن صاحب الهدم شهيد والمرأة التى تموت
أثناء الوضع شهيدة والمحروق شهيد والميت بداء السل
شهيد والميت دفاعاً عن دينه أو نفسه أو عرضه
أو أهله
فهو شهيد
موت الإنسان على عمل صالح يقوم به
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم [ من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ][رواه أحمد ]
والمقصود أن من كان
مشغولا بذكر الله ومحبته فى حال حياته
وجد ذلك أحوج ما يكون إليه
عند خروج روحه
إلى بارئها تبارك وتعالى ومن كان مشغول
بغير الله فى حال حياته وصحته فيتعسر عليه
انشغاله بالله عند الموت ما لم تدركه
عناية ورحمة من ربه ولأجل هذا كان
جديرا بالعاقل أن يلزم قلبه
ولسانه ذكر الله وطاعته حيثما كان لأجل تلك اللحظة ثناء
الناس من
ذوى الصلاح والعلم بالخير على الميت فذلك علامة من
علامات حُسن الخاتمة
وفى ذلك أحاديث كثيرة
فعن أنس رضى الله عنه قال : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبى صل الله عليه
وسلم [ وجبت ]ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال النبى صل الله عليه وسلم[ وجبت ]
ثم قال عمر بن الخطابما وجبت؟ فقال صل الله عليه وسلم[ هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت
له الجنة وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار أنتم شهداء الله فى الأرض ] [ متفق عليه ]
علامات سوء الخاتمة
سوء الخاتمة والعياذ
بالله له أسباب يجب على المؤمن أن يحترز منها أعظمها الإقبال
على الدنيا ومنها العدول عن الإستقامة أو ضعف الإيمان أو فساد
العقيدة أو الإصرار على المعاصى فإن
من اصر
على المعاصى وأعتادها وألفها وجميع ما ألفهه الإنسان واعتاده وأحبه فى حياته
يعود ذكره عند موته فإن كان حبه
وميله إلى الطاعات أكثر يحضره عند الموت ذكر الطاعات
وإن كان حبه وميله
إلى المعاصى أكثر ما يحضره عند الموت ذكر المعاصى ومن علامات سوء
الخاتمة كذلك أن ينجح الشيطان فى إغواء ابن أدم فيفتنه عن دينه فى لحظاته
الأخيره والعياذ
بالله مثل الرجلان اللذان يسكنان في
منزل واحد أحدهما في الطابق
الأرضي والآخر في الطابق العلوي الأول مؤمن
وصالح يعبد الله منذ أربعين سنة والآخر عاصي
وفاجر يعصي الله منذ أربعين سنة وفي يوم ما قال المؤمن: أنا أعبد
الله وأطيعة منذ أربعين سنة أظنها كافية
أستطيع أن أعصي اليوم وقال الفاجر: أنا أعصي
ربي منذ أربعين سنة يكفيني بعداً عن الله وأتوب اليوم ما الذي حصل؟ المؤمن
أتاه الموت ولكن للأسف كانت نيته معصية الله فخسر الدنيا
والآخرة والعاصي أتاه الموت وهو على توبة فكسب الدنيا
والآخرة
نتعلم من هذه القصة الثبات على طاعة الله
إذ كان الرسول صل الله عليه وسلم يدعو الله أن يثبته فمن الضرورى أن ندعو الله كل يوم بالثبات إلى أخر لحظة فى عمره لأنها لحظة خطيرة جداً وهى التى تحدد مصير الميت إما
الجنة وإما النار فعلينا بالدعاء كان الرسول صل الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء وخاصة فى السجود فالدعاء فى
السجود مستجاب[ اللهم يا مقلب القلوب
والأبصار ثبت
قلبى على دينك ]
ونتعلم من هذه القصة أيضاً إخلاص النية لله
عز وجل وترك الرياء فأحياناً يكون العمل
الصالح صغيراً ولكن النية
الخالصة لله تجعله عملاً كبيراً فى أجره وثوابه كالأستحمام
بنية أن النظافة من الإيمان وبنية إظهار الإسلام بأنه دين نظافة وطهر وكذلك زيارة الأقارب بنية صلة الرحم وأحيانا يكون العمل كبيراً كالتصدق بألف جنيهاً ولكن نية المتصدق أن يقال له كريماً أو مؤمناً
بنية أن النظافة من الإيمان وبنية إظهار الإسلام بأنه دين نظافة وطهر وكذلك زيارة الأقارب بنية صلة الرحم وأحيانا يكون العمل كبيراً كالتصدق بألف جنيهاً ولكن نية المتصدق أن يقال له كريماً أو مؤمناً
أسأل الله ذو الجلال والإكرام أن يحسن خاتمتنا وأن يجعلنا من عباده الصالحين الثابتين على طاعته وأن يجعلنا من الفائزين برضاه وبالجنة والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق