11/24/2016

الدرس الثانى


الأصول الثلاثة مؤلف كتاب 
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
  نسبه
هو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن على بن محمد ابن أحمد
ابن رشد ابن بريد بن محمد بن مشرف بن عمر بن بنى تميم
 والده عالم كبير وجده سليمان عالم نجد ولد فى بلدة العينية عام 1115 هجرية
  نشأته
حفظ القرآن عند سن العاشره و درس في الفقه وكان يحفظ المتون العلمية فى شتى الفنون
 من مؤلفاته
كتاب التوحيد
كتاب الكبائر
كتاب كشف الشبهات
كتاب مختصر زاد المعاد
وغيرهما من الكتب
    وله فتاوى ورسائل جمعت باسم مجموعة مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب
الشيخ محمد بن عبد الوهاب له عناية بالرسائل المختصرة التى يفهمها العامى وطالب العلم
  وفاته
توفى عام 1206 هجريا


  شارح الكتاب  
هو فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله المقبل الوهيبي التميمي
ولد في مدينة عنيزة بالقصيم فى 27 رمضان عام 1347 هجرية  بدأ بقراءة القرآن على جده لأمه فحفظه 
ثم اتجه إلى طلب العلم  فاستاذه الأول هو الشيخ عبد الرحمن السعدي
قرأ عليه التوحيد والتفسير و الحديث و أصول الفقه و الفرائض ومصطلح الحديث
و النحو والصرف ثم قرأ على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
  
مؤلفاته
للشيخ مؤلفات عديدة في شتى أنواع علوم الدين
أصول فى التفسير
الأصول في علم الأصول
شرح أصول الإيمان
شرح العقيدة الواسطية
تسهيل الفرائض
رسائل فى العقيدة
وغيرهم من المؤلفات
  توفى في  15 من شوال عام 1421 هجرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعريف بكتاب الاصول الثلاثة
هى رسالة مختصرة مؤيدة بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم وهذه الرسالة 
في أصل عظيم من أصول الإسلام وهو العقيدة، وكان العلماء يهتمون بهذه المختصرات يؤلفونها ويتعبون على اختصارها وتهذيبها ثم يحفظونها لطلبتهم؛ لتبقى أصولا عندهم وذخيرة عندهم يستفيدون منها ويفيدون منها أنهى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رسالة الاصول الثلاثة برسالة الاصول الستة [ سوف يأتى الكلام عنهم لاحقاً ]

وقد سمى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الرسالة ((الأصول الثلاثة)) وسماها أيضًا 
((ثلاثة الأصول)) قال: قد قررت في ثلاثة الأصول توحيد الربوبية، وتوحيد الإلوهية، والولاء والبراء
 وهذا هو حقيقة الدين إذا لا فرق عند المصنف رحمه الله تعالى بين التسميتين سواء سميت 
(( ثلاثة أصول وادلتها )) أو (( الأصول الثلاثة وأدلتها )) 
وسماها كذلك ابن القاسم رحمه الله تعالى في حاشيته قال ((حاشية ثلاثة الأصول))
 والشيخ ابن عثيمين رحمه الله كذلك قال: ((شرح ثلاثة الأصول)) وكذلك الشيخ بن باز رحمه 
الله تعالى

معنى كلمة الأصول
هى جمع كلمة أصل وهو ما يبنى عليه غيره كالأساس فهو أصل للجدار لأنه كان سببا في إيجاده
الثلاثة
هم أول ثلاثة أشياء يُسئل عنهم العبد
1 ـ من ربك
2 ـ من نبيك

3 ـ ما دينك

بدأ المؤلف رحمه الله كتابة بالبسملة
أقتداء بكتاب الله  عز وجل فإنه مبدوء بالبسملة
وإتباعاً لحديث {كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر }
 ملحوظة                                       
حديث ضعيف رواه أحمد وأبو داود والنسائى فى محل اليوم والليلة (494 )   
أقتداء بالرسول صل الله عليه وسلم فإنه يبدأ كتبه بالبسملة
               
 لفظ الجلالة ( الله )
 ليس صفة بل هو  عطف بيان لئلا يكون لفظ الجلالة تابعاً تبعية النعت للمنعوت 
 الرحمن
  اسم من الأسماءالمختصة  بالله عز وجل لا يطلق على غيره             
     والرحمن معناه  : المتصف بالرحمة الواسعة                                                            
 الرحيم
يطلق على الله عز وجل وعلى غيره ومعناه: ذو الرحمة الواصلة فالرحمن ذو الرحمة الواسعة 
والرحيم ذو الرحمة الواصلةفإذا جُمعا صار المراد : الرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من 
عباده كما قال تعالى يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ } [ سورة العنكبوت : 21 ] 
   [ أعلم  رحمك الله ] 
يقول الشيخ رحمه الله ابتداء لهذه الرسالة الصغيرة المفيدة النافعة اعلم رحمك أفهم واستعد 
وانتبه لما سأقول لك اعلم لأن من علم استفاد و من لم يعلم لم يستفد اعلم أنا سأوجه لك رسالة عظيمة نافعة مفيدة اعلمها علم حق وصدق ويقين

 [ أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل]
أنه يجب على جميع المسلمين أن يتعلموا هذه الأربع مسائل
[ أعلم ]
تعريف العلم : هو ادراك الشئ على ما هو عليه ادراكاً جازماً
مراتب الادراك سته وهى : ـ
الأولى : العلم وهوإدراك الشئ على ما هو عليه ادراكاً جازماَ
مثال : يقال هل تعلم الصلاة ؟ قيل : نعم ،، فهذا علم لأنه إدراك جازم
الثانية : الجهل البسيط وهو عدم الادراك بالكلية
مثال : قيل هل تعرف سعد ؟ قيل لا فهذا جهل بسيط لعدم المعرفة أو الادراك الجازم
الثالثة : الجهل المركب وهو إدراك الشئ على وجه يخالف ما هو عليه
مثال : يقول شخص [ أن الأيام إلتى يشرع فيها الصيام في شؤال ثمانية أيام ]{ من صام رمضان 
و أتبعه ثمانا من شوال كان كصيام الدهر} هذا جهل مركب لانه مخالف ما هو عليه أى تصور الشئ 
فى الذهن على خلاف حقيقته
الرابعة : الوهم وهو إدراك الشئ مع إحتمال ضد راجح
مثال : ما يقع في القلب من الخاطر كان في الوجود أو لم يكن
الخامسة : الشك وهو إدراك الشئ مع إحتمال ضد مساو
مثال : اى لم يترجح عندك شيء يقول شخص أنا شاك احمد وراء الباب او لم يكن وراء الباب 
أى لم يتأكد لديه شئ  منهما
السادسة : وهو إدراك الشئ مع إحتمال ضد مرجوح
مثال : غطاء الوجه للمرأة  هل تغطي وجهها إو لا تغطي وجهها ؟ الذي أوجبوا غطاء الوجه عندهم
 أن هذا ظنا راجح لانه يحتمل ذاك ويحتمل ذاك

أقسام العلم
علم ضرورى أو واجب
هو ما يكون إدراك المعلوم فيه ضروريا حيث يضطر إليه من غير نظر أو إستدلال
وهو علم يقوى صلتك بربك عز وجل ونؤدى به ما أوجب الله علينا من إخلاص الدين له من 
صلاة وزكاة وصيام وحج وغير ذلك من الأمور التى يسع جهلها بل لا بد من تعلمها
علم نظرى أو مستحب
وهو ما يحتاج إلى نظر وإستدلال كالعلم بوجوب النية فى الوضوء
إذن العلم ما دل الكتاب والسنة عليه ، علم الشريعة وهو علم يهتم بكيفية عبادة الإنسان 
لربه وصلته بنبيه وصلته بدينه وهو العلم النافع
قال الله تبارك وتعالى { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } إذن فالعلم لا بد منه

[ رحمك الله ]
أى أفاض الله عليك من رحمته التى تحصل بها على مطوبك وتنجو من محذورك
معنى كلمة رحمك الله إذا قرنت بالمغفرةغفر الله ما مضى من ذنوبك ووفقك وعصمك 
فيما تستقبل منها
[ أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ]
يجب : الواجب هو ما أُمر به على وجه الإلزام بالفعل أي يثاب فاعله ويعاقب تاركه 
مثال : الصلاة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها وكذا الصيام
أربع مسائل : وهى المسائل التى ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهى تشمل
 الدين كله فيجب العناية بها لعظم نفعها

الأولى : العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة

[ معرفة الله ]
بأن تعرف الله عز وجل انه هو ربك وخالقك وبيده حياتك وموتك وإنه خالق الأشياء كلها لا رب 
غيره ولا خالق سواه يقول الله تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ 
مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } معرفة الله عزوجل بالقلب وهى تستلزم قبول ماشرعه والانقياد له 
وتحكيم شريعته التى جاء بها رسوله صل الله عليه وسلم
كيف يتعرف العبد على ربه ؟
بالنظر فى الأيات الشرعية فى كتابه عزوجل وفى سنة رسوله صل الله عليه وسلم فلا يوجد
 حديث أصدق من كلام الله عزوجل ولا هدى أحسن من هدى محمد صل الله عليه وسلم
ينظر الإنسان إلى المخلوقات الكونية الشجر ، الحيوانات وغيرهم من المخلوقات فإذا أمعن الأنسان 
فى هذه المخلوقات ازداد علماً بخالقه يقول الله تعالى { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ *  وَفِي أَنفُسِكُمْ
 ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }

[ معرفة نبيه ]
أن تعرف نبيك محمد بن عبدالله الهاشمى القرشى الذى ختم الله به الرسالات
كلها وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ }
أن تعرف نبيك بأنه النبى العربى أخر الأنبياء وأفضلهم عليه الصلاة والسلام يقول
[ أنا سيد ولد أدم و لا فخر ]
بجب معرقة الرسول صل الله عليه وسلم المعرفة التى تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين 
الحق وتصديقة فيما اخبر والأمتثال لأوامره وأجتناب ما نهى عنه وتحكيم شريعته و الرضا بحكمه
ونتعرف على النبي بقراءة سيرته والتبحر فيها ومعرفة جوانب حياته في البيت وبين أصحابه 
وفي ارض المعركة وغير ذلك هذا يؤدي إلى قبول ما جاء به وتصديقه و الرضا عما جاء به من الأحكام
[ معرفة دين الإسلام بالأدلة ]
الإسلام بالمعنى العام : هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الرسل إلى أن تقوم الساعة وتعرف 
الإسلام بأدلته الشرعية من العبادات والمعاملات أن تعرف ان الاسلام بنى على اركان خمس : 
شهادة أن لا إله إلا الله وأم محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت
 الحرام أن نعرف أن الدين الإسلامى صالح لكل زمان وكل مكان لأن الله أكمله وأتم به النعمة  

الإسلام بالمعنى الخاصأى بعد بعثة النبى صل الله عليه وسلم ويختص بما بُعث
به محمد عليه الصلاة والسلام لأن ما بُعث به النبى صل الله عليه وسلم نسخ
 [أى النقل أو الإزالة ] جميع الأديان السابقة
مثال : لو كان هناك مسيحيا يعيش في عهد الرسول صل الله عليه وسلم فهو مسلم قبل بعثة 
النبي صل الله عليه وسلم أما بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام يعد كافرا لأن الله سبحانه
 وتعالى نسخ شريعتهم فجميع أتباع الرسل مسلمين ولكن في زمن رسلهم أما بعد بعثة الرسول فدينهم منسوخ ومطالبون بالإيمان برسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام
إذن إذا عرفنا كمال وشمول وصلاحية الإسلام طبقناه على أرض الواقع وتيقنا حقاً أنه لا يمكن أن 
نعيش إلا بهذا الدين فهو دين الحق الكامل المقبول عند الله عز وجل النافع لصاحبه يقول الله 
تبارك وتعالى{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }  وقوله تعالى { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ
هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } وهذا الدين هو الإسلام الذى من الله به على محمد صل الله عليه وسلم وعلى أمته وأن أمة محمد هى خير الأمم وأشرفها فنحن الأخرون السابقون يوم القيامة  
يقول جل وعلا{  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا }

[ بالأدلة ]
 الدليل : هو ما يرشد إلى المطلوب . والدليل ينقسم إلى قسمين :
[ دليل سمعي ودليل عقلي ]  
 فالدليل السمعي : هو ما ثبت بالوحي (الكتاب و السنة ) قال تعالى { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} 
والدليل العقلي : ما ثبت بالنظر والتأمل وذكر في مواضع عدة من القرآن الكريم  
فكم من أية قال الله فيها ومن أياته كذا وكذا وهذا سياق الادلة العقلية الدالة
على الله عز وجل أما معرفة النبى صل الله عليه وسلم بالأدلة السمعية مثل قوله تعالى
 { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ }وقوله تعالى { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ }
إذن هذا من الادلة العقلية بالنظر والتأمل فيما أتى به من الأيات البينات فى كتاب الله عز وجل المشتمل على الأخبار الصادقة النافعة والأحكام العادلة المُصلحة وما اخبر به من أمور الغيب والتى 
لا تصدر الا عن وحى

الدرس القادم شرح
العمل به ــ الدعوة إليه ــ الصبر على الأذى فيه

هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه ومن إتبعهم بإحسان إلى يوم الدين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق