12/10/2016

النية

النية هي قصد الله سبحانه وتعالى بالعمل والعبادة والتوجه إليه دون من سواه 
ولأجل ذلك يقول أهل العلم: بأن محلها القلب ولا أحد يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى
فليس كلنا على قدر واحد من النية
🌘 فمن كانت له نية خالصة لا يلتفت إلى شيء من الدنيا ولا حطامها ولا ثناء الناس ولا مدحهم فهو أتم 
ما يكون إخلاصا وأعظم ما يكون أجرا ومن كان دون ذلك فهو دون ذلك ومن فوت هذا فات عليه أجر الدنيا 
وأجر الآخرة عند الله سبحانه وتعالى ولم يلحقه إلا البلاء والنكال والوبال من الله سبحانه وتعالى
 ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ 
* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود: 15 16]
🌒 وفي الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم قال: [من طلب علما مما يُبتغى به وجه الله لا يريد به إلا عرض الدنيا] 
يعني شيئا من مُتعها [ لم يجد عرف الجنة ] يعني هذا وعيد شديد حتى إن هذا العامل لا يجد ريح الجنة 
لما فوت من الإخلاص لما فوت من حسن القصد لما فوت ما ينعقد في القلب من إرادة الله سبحانه وتعالى
ما هي النية؟
النية عزم القلب فعندما نعقد معنى في القلب فحينئذ يكون نية أما إذا كان هناك مجرد خواطر ترد على الإنسان 
هذه لا يقال لها نية وأما إذا كان هناك مجرد رغبة ولم يكن هناك عزم لأداء الفعل فهذا لا يسمى نية إذن النية 
عزم القلب لا الوساوس ولا الرغبات

❂ النية قاعدة مهمة في الشريعة ولذلك جاءت النصوص بالتأكيد على مكانة القلب وعظم منزلته ومن هنا قال 
النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: [ ألا إن في الجسد مضغ إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت 
فسد الجسد كله ألا وهي القلب] ولذا كان من أكثر دعاء النبي صل الله عليه وسلم: [ يا مقلب القلوب ثبت قلبي 
على دينك] وكان من دعاء الراسخين في العلم: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا [آل عمران: 8] 
وهذا يدل على أهمية هذه القاعدة

تأكيد النصوص على أهمية النية
هناك أدلة من القرآن كثيرة تدل على هذه القاعدة
 قول الله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة: 5]
❂ في قوله عزوجل ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ 
ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 114]
❂ كذلك﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا 
* وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا[الإسراء 18 19]
❂ ومثل قوله عزوجل ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ 
* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود 15 16]
﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ [آل عمران 152]
﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى 16 17] وغير ذلك
هناك نصوص كثيرة من السنة
أشهرها حديث: [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته 
إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا نصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه]
 ❂ مثلا في قول النبي صل الله عليه وسلم: [لكن جهاد ونية] هناك أحاديث كثيرة تؤكد على موضوع النية 
وتعرف بها ولذلك النية عليها مدار تصحيح الأعمال وعليها كذلك المعول في ترتيب الأجر والثواب على 
العمل ولذلك كانت هذه القاعدة من أهم القواعد الشرعية والتي تجعل الإنسان يحوز الأجور العظيمة

ما شُرعت النية لأجله
النية شُرعت لثلاثة أمور
🌘  الأمر الأول: الإخلاص ونية التقرب لله عز وجل
إذن شُرعت النية ليكون عندنا نية التقرب لله وابتغاء الآخرة إذن يكون هناك فرق بين التوحيد 
والشرك من خلال هذه النية هذا الأمر الأول فيه التمييز بين التوحيد والشرك وفيه التمييز ب
ين ما يؤجر عليه وما لا يؤجر عليه

🌘 الأمر الثاني: التمييز بين العبادة والعادة
هناك شخصان يذهبان إلى دورتي مياه متقابلتين فيغتسلان أحدهما لماذا تغتسل؟ قال: لأصلي صلاة الجمعة 
بهذا الاغتسال والآخر نقول له: لماذا تغتسل؟ قال: لأتنظف وأُذهب عني الرائحة التي وجدت في ولم ينو 
التقرب لله فحينئذ هذا عادة الثاني بينما الأول عبادة
اثنان نزلا في البحر في وقت واحد أحدهما ينوي رفع الحدث الأكبر والجنابة والثاني لم ينو شيئا فحينئذ 
لما خرجا تذكرا الجنابة قال أحدهما: الحمد لله نويت رفع الحدث بذلك ونويت استباحة الصلاة ورفع الجنابة 
فارتفعت الجنابة الثاني لم ينو وبالتالي قلنا بأنه يلزمه الاغتسال قال: نحن اغتسلنا سويا بينكما فرق في 
النية فلا يفرق بين العادة وبين العبادة إلا النية

🌘 الأمر الثالث: التمييز بين رُتب العبادات
تدخل صلاة الفجر في المسجد فتصلي ركعتين تنوي بهما سنة الفجر ثم بعد ذلك تقيم وتصلي ركعتين 
هنا ركعتان وهنا ركعتان الأولى مستحبة وهي سنة الفجر والثاني فريضة يسقط بها الطلب لماذا حصل هذا الفرق؟ 
بالنية بواسطة النية صلاة الظهر تماثل صلاة العصر في الصورة أربع ركعات وأربع ركعات لا يُجهر بالقراءة 
فرق بينهما في النية المسافر يصلي صلاة الظهر ثم يصلي صلاة العصر في وقت متقارب ركعتين وركعتين 
ما الفارق بينهما؟ النية لماذا؟  لأن مما شرعت النية له التمييز بين رُتب العبادات
أنواع الناس في النية
هناك نوعان من الأعمال
🌒 الأول: أفعال تتمحض أن تكون عبادة
ما معنى يتمحض؟ أعمال لا تفعل إلا على جهة العبادة أو ما يفعله الإنسان بنية العبادة مثل ماذا؟ 
الصلاة ما يأتي واحد يقول هذه الصلاة تدريب تمرين لا الصلاة عبادة أي فعل يفعله الناس على أنه عبادة 
يدخل هنا في هذا القسم
الناس في هذا القسم على ثلاثة أصناف
❂ الصنف الأول: من يفعلها لله لينيله أجر الآخرة مثل صلى لله يريد أجر الآخرة ما حكمه؟ 
مؤمن موحد مأجور مثاب
مثال ذلك في قوله: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ 
ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114] هذا الفاعل مثاب لله يريد الآخرة

❂ الصنف الثانى: من يفعلها لله لينيله الدنيا، يريد أمرًا دنيويًّا فقط.
هذا يصلي لماذا تصلي؟ قال: لكي يساعدني الله في الحياة بعض الناس تقول له: لماذا تصلي؟ قال الله عزوجل
 ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]
 الصلاة يرزقنا الله بسببها إذن هو صلى لله لكن لم يرد الآخرة أراد الدنيا ما حكمه؟ لا ثواب له
لماذا؟ لأنه لم ينو الأجر الأخروي إن جاءه شيء في الدنيا وإلا فليس له في الآخرة شيء

❂ الصنف الثالث: من يفعلها لغير الله، فهذا مشرك شرك أكبر أم أصغر؟ على نوعين إن كانت عبودية
 لغير الله هذا أكبر وإن كانت ليست عبودية فهذا أصغر
أمثلة على ذلك
🌒 مثال: صلاة الاستسقاء
لماذا تصلي صلاة الاستسقاء؟
الناس ثلاثة أصناف:
✱ واحد يصليها لله لينيله الآخرة يقول أنا أريد رفعة الدرجة في الجنة بهذه الصلاة صلاة الاستسقاء يثاب
✱ الثاني: لماذا تصلي صلاة الاستسقاء؟ قال: لله لينزل المطر ليس له أجر أخروي
 لأنه لم ينو الأجر الأخروي إن أنزل الله له المطر تحقق مراده الدنيوي
✱ الثالث: قال: صليت ليراني الناس يصبح شركا أصغر لم يفعله على جهة العبادة فعله لغير الله

🌒 في عبودية الدعاء
✱ يرفع يديه يدعو اثنان متجاوران لماذا تدعو؟ قال: أدعو لأن الله أمرني ولأن الله يرضى عني إذا دعوت
 وقد قال الله عزوجل ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ 
[غافر: 60] فأنا أدعو عبودية لله فهذا من القسم الأول لأنه يريد الآخرة
✱ الثاني قال: لماذا دعوتَ؟ قال: أنا دعوت لكي أُرزق لكي أنال أمرا دنيويا وظيفة أو شهادة فعلها لله
 لكن لينال الدنيا فبالتالي ليس له أجر أخروي ولذلك فرق قال: ﴿فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ 
فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ 
نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [البقرة: 200- 202]
✱ أما الثالث  فرفع يديه ليصور لكي يصوروه وهو رافع يديه رياء، قالوا رفع يديه يدعو غير الله يقول:
 يا ولي يا نبي يا فلان فحينئذ توجه بالعبودية لغير الله والله عزوجل يقول: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ 
مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا 
بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 5، 6] 
وقال تعالى في الآية الأخرى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]

🌒 في الذكر أذكار الصباح والمساء
✱ واحد لماذا تذكر الله؟ قال: ليذكرني ربي وترتفع درجتي عنده ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]
القسم الأول مثاب مؤمن موحد
✱ الثاني: لماذا تذكر؟ قال: لأُحفظ من كيد السحرة وكيد الشياطين وكيد الحسدة وشر الحسدة ما له ثواب أخروي
 يُحفظ في الدنيا لكن ما نوى الآخرة والنبي صل الله عليه وسلم يقول [ وإنما لكل امرئٍ ما نوى ]
✱ الثالث: ذكر غير الله
🌘 الثاني: أفعال لا تتمحض أن تكون عبادة
✱ مثال ذلك: الأكل لا يتمحض أن يكون عبادة الناس فيه على قسمين:
الأول: منهم من يفعلها عادة أو بدون نية التقرب ما حكمه؟ لا أجر له
الثاني: من يفعلها طاعة لله لينال الآخرة هذا مأجور موحد مثاب
أمثلة لهذا القسم الثاني
✱ أكل الطعام واحد فعلها عادة أو بدون نية التقرب لله له أجر؟ ليس له أجر الثاني فعلها طاعة لله فعلها 
ليقوي بدنه على طاعة رب العزة والجلال فكان كل حبة رز في ميزان حسناته يوم القيامة كل لقمة يدخلها
 في جوفه تكتب له
✱ النوم، نقول من نوى بنومه التقوي على طاعة الله من صلاة الفجر وصلاة الليل كان مأجورا مثابا
أمثلة على ذلك
✱ نفقات لأهل البيت واحد يأتي بأدوات المدرسة وواحد يأتي بالملابس وآخر مأكولات انوِ بهذا التقرب لله لأن
 الله عزوجل أمرك بالنفقة على أهل بيتك ولذلك قال النبي صل الله عليه وسلم: [ نفقة الرجل على أهل بيته يحتسبها 
تكون له صدقة] وقال: [ إنك لم تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها]
✱ سد الدين لماذا تسدد الدين؟ قال: والله فلان فعل الجميل معي وبالتالي أنا أسدد له ما نوى إلا وجه صاحبه
 ما نوى التقرب لله والله أمره بأداء الأمانات إلى أهله بينما قال الآخر سددت طاعة لله
✱ صلة الرحم من وصل رحمه ينوي بذلك التقرب لله كان مأجورا مثابا واحد يصل رحمه قال أنا أريد طول العمر 
وزيادة الرزق نقول ليس لك إلا ما نويت أنت ما نويت الأجر الأخروي
🌒 محل النية
إن النية هي عزم القلب وبالتالي فمحل النية هو القلب
واللسان التكلم والتلفظ باللسان هذا ليس نية النية في القلب
✱ أن محل النية القلب ومع ذلك فإنها أصعب ما تكون على العبد لكثرت تقلب القلب وتغير النفس فإن 
العوارض كثيرة والعوائق متكررة وما يصرف الإنسان عن الله سبحانه وتعالى لا يذهب في يوم ولا في ليلة من النفس 
الأمارة بالسوء ومن الشيطان ومن غير ذلك ولذلك جاء عن سفيان أنه قال: [ ما عالجت شيئا أكثر من نيتي ] 
ويقول البعض: [ تعلموا النية كما تتعلمون العمل ] يعني كما نتعلم الوضوء والصلاة والطهارة أيضا النية 
وإن كانت شيئا ينعقد في القلب إلا أنه لكثرة التقلب والتغير يحتاج الإنسان إلى معالجة
✱ العبد مطالب بأن يكون مخلصا لله جل وعلا في كل أموره والنية تتقلب في كل حال من أحواله والشيطان يتربص
 به والنفس أمارة بالسوء والعبد ضعيف في كل ذلك إلا من عصمه الله تعالى وسلمه فلأجل ذلك كان من الأمور
 التي ينبغي أن تُحفظ وأن تُعلم أنه لابد أن يتعلم العبد كيف يحسن النية وكيف يصلحها وكيف يقصد وجه الله سبحانه وتعالى

ما حكم التلفظ بالنية ؟
جمهور أهل العلم يقولون لا يجوز هذا التلفظ لماذا؟ لأن ليس هدي النبي صل الله عليه وسلم وليس 
فعل صحابته واللغة العربية مفهوم النية فيها ما في القلب أما ما في اللسان فلا يسمى في اللغة نية 
يسمى لفظا وكلاما أما في القلب فيسمى نية
الإمام الشافعي يقول بأن التلفظ بالنية مباح لكن العبرة بما في القلب والجمهور يخالفونه يقولون
 لا التلفظ بالنية غير مباح ولا يجوز
وهدي النبي صل الله عليه وسلم الاكتفاء بالقلب وعند الأئمة جميعا بما فيهم الإمام الشافعي 
أن من اقتصر على ما في القلب أجزأه ذلك ولا حرج عليه في هذا الأمر
بعض الناس يقول عندنا في بعض الأشياء هناك تلفظ بالنية كما في التلبية لبيك اللهم حجا 
نقول هذا ليس تلفظا بالنية هذا تلبية ولذلك يكررها النية في القلب أن يجزم بالدخول في النسك نية ولذلك 
ما يقول نويت أن أدخل في النسك أو نويت أن أحج وإنما يقول: لبيك اللهم حجا بمثل التكبير الذي يكون 
في أوائل الصلاة أن تقول: الله أكبر هل هذا تلفظ بالنية نقول ليس هذا تلفظًا بالنية

🌘 أشياء تؤثر على النية
أولًا: قطع النية
إذا نويتَ قطع العمل حينئذ انقطع هذا العمل في أثناء الصلاة صلى الركعة وبعد تمام الركعة نوى قطع الصلاة 
ما عاد يكمل صلاته تبطل صلاته لم يفعل شيئا أراد أن يكمل الصلاة نقول لا انقطعت الصلاة لماذا؟ 
لأنه لابد أن تكون النية مستحضرة مع العبد في جميع صلاته وهذا يجرنا على شيءٍ وهووقت النية

✱ متى يكون وقت النية؟
❂ النية تكون في الغالب مقارنة لأول العمل بداية صلاتك تنوي لو تقدمت بزمن يسير لا بأس بشرط
 استصحاب حكمها ما ينوي قطعها الشارع في الصيام أجاز أن تكون النية من الليل كله هناك خلاف فقهي 
بين العلماء في وقت النية للصيام تعرفون الصيام هناك صيام فرض وصيام نفل 
صيام الفرض الجمهور يقولون لابد من أن تكون النية بالليل لحديث [ لا صيام لمن لم يبيت النية]
الإمام أبو حنيفة أجاز أن تكون النية قبل الزوال 
✱ وفي صيام النفل للعلماء ثلاثة أقوال
☆ مالك يقول: لابد من تبييت النية
والإمام أبو حنيفة قال: لابد أن تكون قبل الزوال
☆ وعند أحمد: تجوز بأي جزء من النهار لكنه يقول: لا يكون له من الأجر إلا في الوقت الذي نوى فيه الصيام

✱ ثانياً: التردد
☆ النية عقد جازم في القلب فإذا كان هناك تردد فهذا ينافي النية وبالتالي يحكم بأنه لم يحصل هناك عزم ولا نية
مثال ذلك: شخص يسافر في رمضان ما يدري أصوم ولا ما أصوم أصوم ما أصوم ثم أذن الفجر نقول: أنت مفطر 
لماذا؟ لأنه كان مترددا في نيته

✱ ثالثاً: الانتقال لما هو أعلى
مثال ذلك: يصلي نافلة فأراد أن ينقلها إلى فريضة نقول: بطلت نيته وانقطعت الصلاة
أو مساو يصلي صلاة الظهر صلى ركعة تذكر أنه قد صلى قال إذن أنقلها للعصر نقول لا الانتقال في النية 
لا يصح نقل النية

✱ رابعاً: إذا كان هناك تشريك في النية بما لا يقبل التشريك
أتانا واحد وقال: صلاة الظهر كم ركعة؟ أربع أليس كذلك صلاة العصر أربع المسافر يصلي ركعتين ركعتين
 أنا سأصلي ركعتين بنية أن تكون عن الظهر وعن العصر تشريك في النية ماذا نقول؟ 
ما يصح هل تقع عن الظهر أو تقع عن العصر؟ لا عن الظهر ولا عن العصر
★ هناك أعمال ليس مرادة لنفسها وبالتالي تقبل التشريك مثلا تحية المسجد ليست مرادة لنفسها وإنما المراد 
أن يصلي الإنسان قبل أن يجلس ففي هذه الحال نقول يجوز التشريك بين نية الفجر ونية تحية المسجد بين نية سنة 
الفجر وتحية المسجد لأن تحية المسجد ليست مقصودة لذاتها مثلها مثل صلاة الاستخارة ليست مقصودة لذاتها 
بالتالي يمكن أن تشرك بين نية صلاة استخارة ونية صلاة سنة مستحبة


⇦ ما هي الأعمال التي تدخلها النية؟
الواجبات
المستحبات
المحرمات
كيف فى المحرمات؟ في الترك وفي الفعل: من فعل المحرم غير ناو أنه محرم لا يعلم أنه محرم فإنه 
حينئذ لا يأثم كذلك في الترك من نوى ترك المحرم طاعة لله كان مأجورا

ما معنى التروك؟
واحد ترك المعصية لم يعد يمتع عينه من مشاهدة النساء الأجنبيات في التليفزيون أو في وسائل التواصل
 قلنا لماذا تركت؟ قال والله فعلتها عادة ما أريد أشاهد مليت أو تثير عندي شهوة 
والثاني قال: أطيع الله لأن الله أمرني بغض بصري
ترك شرب الخمر لماذا تركت شرب الخمر؟ قال والله ما أدري كل المجتمع تاركين شرب الخمر 
فحينئذ يكون من القسم الثاني ليس له أجر بينما من فعلها طاعة لله لينال الآخرة فإنه حينئذ يكون مأجورا مثابا 
عند الله جل وعلا على الإنسان أن يحرص أن يستحضر النية في كل حياته
المباح: نفس الشيء كما ذكرنا في الأكل والنوم،إذا جعل المباح وسيلة لطاعة كان مأجورا
الألفاظ الكلام: نقول نعم هناك تأثيران في الأجر وفي الصحة معنى الصحة أن يترتب على الفعل آثاره العبد 
يؤجرعلى اللفظ متى نوى به التقرب إلى الله إذا أمرتكم صلوا طاعة لله وأريد رضى الله كنت مأجورا مثابا هكذا 
في الصحة الألفاظ فيما يتعلق بالصحة على نوعين:
ألفاظ صريحة وألفاظ كناية
نأتي مثال الطلاق ولا عقد البيع ولا الهبة هناك ألفاظ صريحة مثل لفظة هي طالق هذا صريح حينئذ 
يقع بدون أن نلتفت إلى النية وهناك ألفاظ كناية لا يقع الطلاق بها إلا إذا نوى إيقاع الطلاق بها مثل اذهبي لأهلك 
هل يقع به الطلاق؟ نقول إن نوى الطلاق وقع وإذا لم ينو الطلاق فإنه لا يقع
أثر النية في اليمين
النية يكون لها تأثير في ألفاظ اليمين مرات يقول والله لن أسلم على فلان ماذا يريد؟ يريد قطيعته لو كلم بدون 
سلام نقول يحنث بذلك لأنه وإن لم يتلفظ بلفظ السلام لكنه يريد أي مكالمة بينه وبينه
مرات يقول والله لن آكل اللحم ويريد بلفظة اللحم لحم الغنم فقط فحينئذ لو أكل إبلا أو أكل دجاجا فإنه
 لا يحنث ومثله في تعليق الطلاق قد تغير النية في اليمين
هل العبرة في النية بنية المتكلم أو بنية السامع؟
بعض الناس يسوون تورية في الكلام فهل العبرة بنيتي ولا بنيتك يا أيها السامع؟
نقول هذا على نوعين:
الأول: في مجلس القضاء أو في اليمين هذا على نية السامع
الثاني: وأما في غير ذلك فهي على نية المتكلم
مثال ذلك: قال: أنا مسافر يريد أنه سيسافر بعد أسبوع ما قال أنا مسافر غدا ففي هذه الحالة الآن تورية هل هذا 
في مجلس القضاء أو في اليمين وبالتالي نقول على نية المتكلم
لذا ورد في الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم قال: [ إن في المعاريض لمندوحةً عن الكذب]
ومثله ما لو كان مظلوما أما في مجلس القضاء فالنبي صل الله عليه وسلم يقول: [ يمينك على ما يُصدِّقُك به صاحبك]
مثالًا في هذا الأمر جاءنا شخص له دين على آخر فطلبناه للقضاء طلبنا المدين للقضاء فقال: والله ما له عندي
 شيء ماذا نفهم؟ نفي راجعناه قلنا كيف اتق الله قال: أنا صادق والله ماله عندي شيء فأنا صادق في يميني 
لم أحنث ماذا نقول؟ نقول لا يقبل منه لماذا؟ لأن هذا مجلس القضاء [ يمينك على ما يصدقك به صاحبك ]
على حسب نية السامع ليس على حسب نية المتكلم
كيف نستحضر النية في العمل؟
قبل أن تقدم على أي عمل أنظر ما هو حكم الله فيه؟ إذا أردت أن تبيع اعرف ما حكم الله مباح كيف تجعله 
وسيلة إلى طاعة الله عزوجل إذا استطعت أن تعرف أحكام الله قبل الأفعال قبل أن تقدم عليها فإنك حينئذ تتمكن 
من استحضار النية في هذه الأعمال
من القواعد: يقولون العبرة في العقود بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني
مثال ذلك: لو قلت بعتك هذه السيارة لمدة أسبوعٍ بألف ريال ماذا نقول؟ إيجارة محددة انتفاع لمدة أسبوع 
وإن كان اللفظ بيعا لكن المقصد والمعنى هو إيجارة
قال: وهبتك هذه السيارة على أن تعيدها علي بعد أسبوع تصير عارية ليست هبة
لو قال: أعرتك هذا البيت بألف ريال، تملكه ويملكه ذريتك من بعدك بيع الهبة ما فيها مقابل

هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصل الله على نبينا محمد وأله وصحبته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق