الشرح
الخوف من الله عزوجل عبادة جليلة من أجل العبادات وأعظم
الطاعات وأعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه عزوجل
وربنا تبارك وتعالى أثنى في كتابه الكريم كثيرا على أهل الخوف وعلى أهل الخشية كما
قال الله عزوجل {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ
لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ
أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} ويقول ربنا عزوجل في كتابه الكريم : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} ويقول
ربناعزوجل في كتابه الكريم {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}وأيضا يقول عزوجل {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ
الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}إذن
يوجد أدلة كثيرة في القرآن والسنة في مدح الخائفين والوجلين المشفقين من عذاب الله تبارك وتعالى قد ذكر العلامة ابن القيم أن
من أعلى منازل { إياكَ نعبد وإياكَ
نستعين } هو منزلة الخوف والخشية من الله تبارك وتعالى واستدل المصنف رحمه الله بهذه الآية الكريمة على أن الخوف عبادة من
العبادات الجليلة التي لا يجوز صرفها لغير الله
تبارك وتعالى قال : ودليل الخوف قوله تعالى {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أن مطلع هذه الآية {إِنَّمَا
ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}يعني يقول ربنا عزوجل {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ
يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي يخوفكم بأولياءه ويعظمهم
في صدوركم ويجعل لهم مكانة ومنزلة في نفوسكم وإنما هذا من نزغات الشيطان
وهذا من دسائس الشيطان على عباد الله المؤمنين
أنه يعظم أولياءه في نفوس هؤلاء المؤمنين فيقول ربناعزوجل
{فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} يعني : الدليل على كون الخوف عبادة من العبادات الجليلة أن ربناعزوجل أمر أن يفرَد
وحده بالخوف وألا يخاف من غيره وكما تقدم معنا في ضابط العبادة أن العبادة هو : [ما أمر الله به ] أي شيء يأمر الله به هذا يدل على أنه عبادة من العبادات فهنا ربنا عزوجل يأمر بأن يُخاف وحده وينهى عن الخوف من
أحد غيره هذا يدلنا على أن الخوف عبادة من العبادات الجليلة
وقد قسم أهل العلم الخوف إلى أقسام وأظهر هذه التقاسيم إلى ثلاثة أنواع
وقد قسم أهل العلم الخوف إلى أقسام وأظهر هذه التقاسيم إلى ثلاثة أنواع
القسم
الأول : [ خوف السر ] وبعضهم يطلق عليه [ خوف العباده ]هذا النوع صرفه لغير الله عزوجل
يعتبر شركاً ما هو خوف السر أو خوف العبادة ؟ أن
الإنسان يخاف من غير الله عزوجل من أن يصيبه
بسِره وأنه له قدرة أن يفعل به المكروه وأن ينزل به المصيبة بقدرته ومشيئته يعنى
لا يقدر عليها إلا الله يخافها من غير الله وأنه يصل إليه مكروه من غير الله عزوجل إذا غضب
عليه هذا هو [خوف السر ] وبعضهم يسميه [خوف العبادة ] لأنه يتضمن [الذل والخضوع والمحبة واعتقاد النفع والضر] وهذا لا يكون إلا لله عزوجل أن المؤمن
والموحد يعتقد أن الذي بيده النفع والضر هو الله عزوجل
ولهذا لا يخاف أن يصيبه بسره بدون سبب ظاهر إلا من الله
عزوجل يعني لا يخاف من هذا الولي أن يخرج ويطعنه أو يضربه بالسيارة لكن
يخاف من هذا الولي أومن هذا الذي يخاف منه بالسر أنه يصيبه بشيء من غيرالأسباب
الحسية يعني أنه يخاف إذا غضب عليه هذا الولي مثلا أنه ينزل عليه الكارثة بهدم
البيت أو بموت الأطفال أو بمرض مفاجئ أو بعدو يداهمه أو بأي نوع من أنواع المصائب والكوارث
والبلايا برغم أن هذا الولي في قبره لكن يعتقد أن له قدرة وأن له تصرف في الكون من
حيث النفع والضر فلهذا هو يخاف منه خوف السر ويتضمن هذا النوع من الخوف أنه يخافه
ويرجوه ويُذل ويخضع له
هذا الذي يسميه العلماء بــــ
: [خوف السر]أو[خوف العبادة] فمن صرف هذا النوع لغيرالله عزوجل
فإنه يعتبر مشركاً كافراً كما قال الله عزوجل مخبراً
عن أهل الآلهة كيف أنهم يخافون من آلهتهم قالوا لهود : {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} يعني أنهم يخافون من هذه الآلهة أن تمسهم بسوء وظنوا في نبي الله هود عليه السلام أن سبب إنكاره عليهم وسبب
شدته عليهم في عبادتهم للأصنام أن آلهتهم أصابته بسوء وبمكروه {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ } فالحاصل أن هذا النوع من الخوف لا يجوز صرفه لغير الله عزوجل ولا يجوز أن يكون من المؤمن من الموحد هذا
النوع من الخوف يعني ينزله في غير الله تبارك وتعالى
النوع الثاني من أنواع الخوف فهو : [الخوف الطبيعي]
النوع الثاني من أنواع الخوف فهو : [الخوف الطبيعي]
أنه يخاف من سَبع أو يخاف من حية
أومن عقرب أومن ظالم يخاف من أمور يخاف منها الجميع قال الله
عزوجل عن نبيه موسى عليه السلام {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} هذا لا بأس بهِ وهذا لا ينقص الإيمان ولا يلام عليه
شخص إذا انعقدت أسباب الخوف أما إذا تعدى في ذلك وخاف مما لا يخاف منه هذا مذموم
] والنوع الثالث من أنواع الخوف هو : [الخوف المحرم
وهو الخوف الذي يحمل صاحبه على ترك ما أمر الله به أوعلى فعل ما حرم الله عليه مثلاً : يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوأنه يخاف فيؤدي إلى ترك صلاة الجماعة أوأنه يخاف فيؤدى إلى أن يدخل على بيته آلات اللهو والطرب خوفاً من لوم فلان أو من إنكار فلان من الناس أو أنه يداهن ويُجالس المغتابين والنمامين أو أهل الغفلة واللهو أو أنه يفعل أمور محرمة ويترك أمور واجبه هذا هو الخوف المحرم الذى لا يجوز ويلام عليه الشخص وهنا يقول الله عزوجل {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أن الخوف من الله عزوجل عبادة ولكن الخوف المطلوب من المسلم أنه يخاف من الله عزوجل خوفا يحمله على ترك ما حرم الله تبارك وتعالى وأنه لا يجوز أن يتجاوز في هذا الخوف إلى أن يصل إلى درجة اليأس والقنوط هذا مذموم كما ذكر العلامة ابن القيم في كتابه[ مدارج السالكين ] [أن الخوف المحمود والخوف النافع هو الذي يحمل على ترك ما حرم الله عز وجل وقال أثناء الكلام : سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :[الخوف المحمود ما زجرك عن محارم الله]أو بهذا المعنى
وهو الخوف الذي يحمل صاحبه على ترك ما أمر الله به أوعلى فعل ما حرم الله عليه مثلاً : يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أوأنه يخاف فيؤدي إلى ترك صلاة الجماعة أوأنه يخاف فيؤدى إلى أن يدخل على بيته آلات اللهو والطرب خوفاً من لوم فلان أو من إنكار فلان من الناس أو أنه يداهن ويُجالس المغتابين والنمامين أو أهل الغفلة واللهو أو أنه يفعل أمور محرمة ويترك أمور واجبه هذا هو الخوف المحرم الذى لا يجوز ويلام عليه الشخص وهنا يقول الله عزوجل {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} أن الخوف من الله عزوجل عبادة ولكن الخوف المطلوب من المسلم أنه يخاف من الله عزوجل خوفا يحمله على ترك ما حرم الله تبارك وتعالى وأنه لا يجوز أن يتجاوز في هذا الخوف إلى أن يصل إلى درجة اليأس والقنوط هذا مذموم كما ذكر العلامة ابن القيم في كتابه[ مدارج السالكين ] [أن الخوف المحمود والخوف النافع هو الذي يحمل على ترك ما حرم الله عز وجل وقال أثناء الكلام : سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :[الخوف المحمود ما زجرك عن محارم الله]أو بهذا المعنى
أن الخوف الواجب هو الذي يحملك على أداء الفرائض وترك المحرمات فإذا زاد هذا
الخوف حتى جعلك تسارع في أداء النوافل وترك المكروهات وترك دقائق المكروهات هذا
مستحب وهذا فضل أما إذا زاد الخوف زيادة على ذلك حتى أورث مرضا أو أورث موتا أو
أورث غما أو أورث تباطئا فهذا خوف مذموم أن الإنسان يزيد به الخوف من الله عزوجل حتى يمرض أوحتى يحصل له غم دائم أو حتى
يموت بسببه نقول : هذا ليس هو المطلوب هذا مذموم لأن الخوف المطلوب أن
الإنسان يخاف من الله عزوجل خوفا يحمله على
المداومة على فعل الواجبات وفعل المستحبات وعلى ترك المحرمات وترك المكروهات وعلى
المسارعة إلى الله عزوجل والطمع فيما عند ربنا تبارك وتعالى هذا هو الخوف المحمود وهذا
الخوف النافع أما إذا حصلت المبالغة في ذلك فهذا مما لا يحبه ربنا عزوجل ولا يرضاه أن الإنسان يقنط وأنه ييأس من
رحمة الله وأنه يتقاعس عن أداء ما أمر الله وترك ما حرم الله
مثلاً الرجل تكون عنده الأسرة ويكون عنده الأولاد فيحمله خوفه على البقاء في بيته وعلى اعتزال الناس واعتزال الأسرة عدم حضور الجُمع والجماعات عدم القيام بما أوجبه الله عليه من التكسب للأسرة وملاطفة الزوجة والقيام بحقوق الأولاد والقيام بحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمضي والمسارعة والتعاون على البروالتقوى هذا ليس بخوف محمود بل هذا من نزغات الشيطان وكما يعلم أكثرنا أن للشيطان نزغتان : [إما إلى إفراط وإما إلى تفريط]
كما ذكر ذلك جماعة من أهل العلم أن ربنا عزوجل ما أمر بأمر إلا وكان للشيطان فيه نزغتان إما إلى إفراط وإما إلى تفريط يعني أن الإنسان إذا لم يخف من الله أعانه الشيطان ودفعه إلى عدم الخوف من الله عزوجل فإذا وفقه ربنا عزوجل للخوف منه فإنه يحاول أن يبالغ وأن يعظم هذا الخوف في قلبه ويجعله متجاوزا للحد حتى يؤدى به إلى أن ينقطع عن العبادة وإلى أنه يبقى فترة على ذلك يترك الخير فهذا ليس بمطلوب فالإنسان عليه أن يعتدل في ما أمر الله
مثلاً الرجل تكون عنده الأسرة ويكون عنده الأولاد فيحمله خوفه على البقاء في بيته وعلى اعتزال الناس واعتزال الأسرة عدم حضور الجُمع والجماعات عدم القيام بما أوجبه الله عليه من التكسب للأسرة وملاطفة الزوجة والقيام بحقوق الأولاد والقيام بحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمضي والمسارعة والتعاون على البروالتقوى هذا ليس بخوف محمود بل هذا من نزغات الشيطان وكما يعلم أكثرنا أن للشيطان نزغتان : [إما إلى إفراط وإما إلى تفريط]
كما ذكر ذلك جماعة من أهل العلم أن ربنا عزوجل ما أمر بأمر إلا وكان للشيطان فيه نزغتان إما إلى إفراط وإما إلى تفريط يعني أن الإنسان إذا لم يخف من الله أعانه الشيطان ودفعه إلى عدم الخوف من الله عزوجل فإذا وفقه ربنا عزوجل للخوف منه فإنه يحاول أن يبالغ وأن يعظم هذا الخوف في قلبه ويجعله متجاوزا للحد حتى يؤدى به إلى أن ينقطع عن العبادة وإلى أنه يبقى فترة على ذلك يترك الخير فهذا ليس بمطلوب فالإنسان عليه أن يعتدل في ما أمر الله
عزوجل به وأن يستقيم على مراد الله عزوجل لأن الاستقامة هي : [ملازمة الطاعة على وفق ومراد ربنا تبارك وتعالى ]
الشرح
الرجاء
هو :[الطمع في ما عند الله عزوجل
أن الإنسان يطمع في ما عند الله تبارك وتعالى ]
رجاء المسلم في أمور لا يقدر عليها إلا الله لا يجوز أن يكون بغير الله تبارك وتعالى أن المؤمن يرجو من غير الله عزوجل في أمور لا يقدر عليها إلا الله يرجو الثواب ويرجو توبة الله ويرجو الرزق ويرجو الزوجة الصالحة يأمل فى الولد الصالح يأمل فى الأرزاق يأمل الصحة والعافية يأمل السلامة من الفتن والبلايا والمحن يأمل الثبات في الدنيا على طاعة الله والنجاة من معصية الله يأمل أن يُثبت فى قبره ويوم بعثه ونشوره وأن يثقل ميزانه وأن يثبت على الصراط وأن يدخل الجنة وأن ينجو من النار وغير ذلك من الأغراض والمصالح التي يرجوها المؤمنون في ربهم عزوجل فمن صرف هذا الرجاء لغير الله وأنزل رجاءه في أمور لا يقدر عليها إلا الله لغير الله تبارك وتعالى هذا يعتبر من الرجاء الذي يخرج صاحبه عن ملة الإسلام ويجعله بذلك كافرا مشركا هذا معنى الرجاء
رجاء المسلم في أمور لا يقدر عليها إلا الله لا يجوز أن يكون بغير الله تبارك وتعالى أن المؤمن يرجو من غير الله عزوجل في أمور لا يقدر عليها إلا الله يرجو الثواب ويرجو توبة الله ويرجو الرزق ويرجو الزوجة الصالحة يأمل فى الولد الصالح يأمل فى الأرزاق يأمل الصحة والعافية يأمل السلامة من الفتن والبلايا والمحن يأمل الثبات في الدنيا على طاعة الله والنجاة من معصية الله يأمل أن يُثبت فى قبره ويوم بعثه ونشوره وأن يثقل ميزانه وأن يثبت على الصراط وأن يدخل الجنة وأن ينجو من النار وغير ذلك من الأغراض والمصالح التي يرجوها المؤمنون في ربهم عزوجل فمن صرف هذا الرجاء لغير الله وأنزل رجاءه في أمور لا يقدر عليها إلا الله لغير الله تبارك وتعالى هذا يعتبر من الرجاء الذي يخرج صاحبه عن ملة الإسلام ويجعله بذلك كافرا مشركا هذا معنى الرجاء
ما هو رجاء
العبادة ؟ [رجاء العبادة ] : أن الإنسان يرجو في أمور لا يقدر عليها إلا الله يرجو هذه الأمور في الله
فمن صرفه لغير الله يعتبر تبارك وتعالى أن الله يعطيه أمله وأنه يبلغه مقصوده
كافراً مشركاً أما الرجاء في
أمور يقدر عليها غير الله في غير الله عزوجل هذا لا بأس به أن المسلم يرجو في أخيه أن
يعينه على الزواج أو يعينه على البناء اويعينه على رفع المتاع أو يعينه على دفع
العدو في أمور يقدر عليها غير الله هذا ليس بدعاء عبادة هذا لا بأس تقول له :
أرجوك أن تساعدني في بناء بيتي أو في حمل متاعي أو في سفري أو في أي أمر يقدر عليه
المخلوق هذا لا بأس ولهذا نجد أن هؤلاء الذين أشركوا بالله وعبدوا معه غيره ينزلون رجاءهم [رجاء العبادة]في غير الله يطمع من هذا الولي أن يوسع له في رزقه يطمع في
هذا الولي أن يدفع عنه عدوه ويطمع في هذا الذي يرجوه أنه يثبته عند سؤال الملكين أو
يثبته عند تطاير الصحف أو يدخل برضاه أو بسببه الجنة أو ينجو من النار هذا كله
يصدر من هؤلاء القبوريين الذين أنزلوا رجاءهم في غيرالله
وخافوا من غير الله تبارك وتعالى
قال ودليل الرجاء قوله تعالى{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} أي أن من خاف لقاء الله وعلم أن له موعدا مع الله وأنه طامع في لقاء الله لأن قوله {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} لقاء الرب عزوجل ذكر جماعة من السلف والخلف أن هذا اللقاء متضمن للمعاينة يعني من كان يرجو ثواب الله ومن كان يرجو حسن العاقبة عند الله عزوجل فعليه ماذا ؟ قال {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً} يعني من كان كذلك فعليه أن يبادر بعمل الأسباب المشروعة ما يمكن أن يرجو الإنسان الخير من الله وهو متقاعس وهو مفرط وهو مقبل على الذنوب هذا غرور وهذا أمنية كاذبة أما الصادق وأما المرجوحقا فهو الذي يرجو الخير ويعمل بأسبابه تريد الجنة تعمل بأسبابها تطمع في رحمة الله عزوجل عليك أن تعمل بالأسباب التي توصلك إلى نيل رحمة الله عزوجل هؤلاء هم الذينَ حقا يصلون إلى مرادهم وإلى مقصودهم كم قال ربنا عزوجل في كتابه الكريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}وأيضا يقول ربناعزوجل {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}ويقول ربنا عزوجل
{أُولَئِكَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ
وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}
يعني هؤلاء الذين سارعوا إلى مرضاة الله عزوجل هم يرجون
رحمةَ الله ويأملون الأمن من عقاب الله عزوجل لهذا
الرجاء المحمود هو أن يعمل الإنسان بطاعة الله
يرجو مغفرة الله فيبادر إلى
أداء ما فرض الله وترك ما حرم الله
عليه قال الله عزوجل {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً} يعني العمل الصالح هو الذي يتوفر فيه شرطى [الإخلاص والمتابعة للنبي صل الله عليه وسلم ]
ما هو العمل الصالح ؟ هو الذي أخلص فيه صاحبه لله عزوجل وأيضا تابع فيه نبيه محمدا صل الله عليه وعلى آله وسلم
قال {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } فيه النهي عن الشرك بالله عزوجل وهذا يدلنا على أن أعظم الأمور وأوجب الواجبات إخلاص الدين لله تبارك وتعالى وحده
{وَلاَ يُشْرِكْ} فعل مضارع دخلت عليه لا الناهية فيفيد العموم لا يشرك إشراكا بالله عزوجل يشمل قليل الشرك وكثيره وكبير الشرك وصغيره {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} العبادة هي الغاية من خلق الخلائق كما ذكر بعض العلماء إلى قول ربناعزوجل{وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ}ولم يقل {ولا يُشْرِك بعبادةِ اللهِ }وإنما قال{وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ} إشارة إلى أن الله عزوجل هو المستحق وحده للعبادة لأنه هو الرب وتقدم معنا أن من معاني الرب أنه الخالق و الرازق والمدبر و المحيي والمميت فهو وحده الذي يستحق العبادة عزوجل
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}كقوله عزوجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}ما قال{ اعبدوا اللهَ } ثم ذكر مقتضيات هذه الربوبية وأفعال الربوبية {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} إلى أخر الأية فلهذا يقول{ وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}{ أَحَدًا}نكرة فى سياق النهى فتفيد العموم ففيه النهى عن الإشراك بالله عز وجل كائنا من كان سواء كان ملكا أوجنيا أو نبيا أو صالحا أو طالحا أو شجر أو حجر
ما هو العمل الصالح ؟ هو الذي أخلص فيه صاحبه لله عزوجل وأيضا تابع فيه نبيه محمدا صل الله عليه وعلى آله وسلم
قال {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } فيه النهي عن الشرك بالله عزوجل وهذا يدلنا على أن أعظم الأمور وأوجب الواجبات إخلاص الدين لله تبارك وتعالى وحده
{وَلاَ يُشْرِكْ} فعل مضارع دخلت عليه لا الناهية فيفيد العموم لا يشرك إشراكا بالله عزوجل يشمل قليل الشرك وكثيره وكبير الشرك وصغيره {وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} العبادة هي الغاية من خلق الخلائق كما ذكر بعض العلماء إلى قول ربناعزوجل{وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ}ولم يقل {ولا يُشْرِك بعبادةِ اللهِ }وإنما قال{وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ} إشارة إلى أن الله عزوجل هو المستحق وحده للعبادة لأنه هو الرب وتقدم معنا أن من معاني الرب أنه الخالق و الرازق والمدبر و المحيي والمميت فهو وحده الذي يستحق العبادة عزوجل
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}كقوله عزوجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}ما قال{ اعبدوا اللهَ } ثم ذكر مقتضيات هذه الربوبية وأفعال الربوبية {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} إلى أخر الأية فلهذا يقول{ وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}{ أَحَدًا}نكرة فى سياق النهى فتفيد العموم ففيه النهى عن الإشراك بالله عز وجل كائنا من كان سواء كان ملكا أوجنيا أو نبيا أو صالحا أو طالحا أو شجر أو حجر
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصل الله وسلم على نبينا
وسيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أله وصحبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق