يقول المصنف رحمه الله تعالى [ والرب هو المعبود ]
يعنى من معانى الرب
أنه المعبود لأن لفظة [ الرب ] تأتى بمعنى الخالق وتأتى بمعنى
الرازق والمدبر وأيضاً يأتى لفظ [ الرب ] بمعنى
المعبود
قال [
والرب هو المعبود ]
وقال بعض الشراح حبذا لو قال المصنف رحمه الله [ والرب هو المعبود بحق ]
لأن ليس كل ما يُعبد و لو كان بباطل
يسمى ربا وإنما الرب هو المعبود بالحق وهو الله عز وجل
فالله عز وجل
هو الذي عُبد بحق وما دونه من الأنداد
والآلهة فإنما عُبدت بالباطل وبالبغي
والظلم {
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ } فلهذا
قول المصنف رحمه الله [ والرب هو المعبود ] أى هو المعبود بحق المألوه
المستحق للعبادة وحده سبحانه وتعالى دون من سواه
قال : والدليل قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ
}
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ } نداء
للبشرية جميعا من الإنس والجن المؤمن والكافر
{ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } بمعنى وحدوا ربكم وأطيعوا ربكم فالعبادة بمعنى التوحيد هذا يدلنا على أهمية التوحيد إِذْ أن هذا الأمر هو أول فعل أمر وقع على ترتيب المصحف أول فعل أمر على ترتيب المصحف هو الأمر بالعبادة { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } يعني سورة الفاتحة ما فيها فعل أمر وسورة البقرة أول فعل أمر يأتي فيها { اعْبُدُوا رَبَّكُمُ }أما {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هذا دعاء لكن{اعْبُدُوا رَبَّكُمُ } هذا أول فعل أمر وقع على ترتيبِ المصحف وأيضا أول فعل وقع على ترتيب المصحف هو فعل العبادة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}وأول ما يقرأ الأنبياء والرسل على أقوامهم أن يقول الواحد منهم لقومه{يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} هذا يدلنا على أهمية التوحيد والعبادة وأنها حق خالص لله عزوجل فأول ما يجب على المكلف علما وعملا واعتقادا هو توحيد الله عز وجل هو تحقيق معنى لا إله إلا الله فقوله سبحانه وتعالى هنا
{ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } بمعنى وحدوا ربكم وأطيعوا ربكم فالعبادة بمعنى التوحيد هذا يدلنا على أهمية التوحيد إِذْ أن هذا الأمر هو أول فعل أمر وقع على ترتيب المصحف أول فعل أمر على ترتيب المصحف هو الأمر بالعبادة { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } يعني سورة الفاتحة ما فيها فعل أمر وسورة البقرة أول فعل أمر يأتي فيها { اعْبُدُوا رَبَّكُمُ }أما {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هذا دعاء لكن{اعْبُدُوا رَبَّكُمُ } هذا أول فعل أمر وقع على ترتيبِ المصحف وأيضا أول فعل وقع على ترتيب المصحف هو فعل العبادة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}وأول ما يقرأ الأنبياء والرسل على أقوامهم أن يقول الواحد منهم لقومه{يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} هذا يدلنا على أهمية التوحيد والعبادة وأنها حق خالص لله عزوجل فأول ما يجب على المكلف علما وعملا واعتقادا هو توحيد الله عز وجل هو تحقيق معنى لا إله إلا الله فقوله سبحانه وتعالى هنا
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
الأَرْضَ فِرَاشاً } الآية يعني ربنا
عز وجل يقول اخلصوا دينكم لله ووحدوا ربكم
عز وجل ولا تتوجهوا
إلى غيره فهو وحده سبحانه وتعالى المستحق للعبادة لماذا
ربنا عز وجل هو وحده المستحق للعبادة ؟ لأنَّه عز وجل هو وحده الخالق وهو وحده الرازق وهو وحده المدبر وهو وحده المتصرف هو وحده الذي يعطي ويمنع
ويرفع ويخفض ويحيى ويميت هو وحده سبحانه
وتعالى الذي بيده خزائن السماوات والأرض والذي بيده ملكوت السماوات والأرض فذكر
ربنا عز وجل أنواعا من النعم التي ينعم بها على عباده وخلقه حتى كان مستحقا وحده سبحانه وتعالى لأن
يُعبد وأن نتوجه إليه عز وجل
قال {يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ}يعني هو الذي أوجدكم وأوجد من كان قبلكم من العدم {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يعني
إذا وحدتم الله عز وجل وأقدمتم على عبادته { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } منهم من قال بمعنى تصيرون بذلك عبادا
متقين لله ومنهم
من قال { لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ } بمعنى أنكم بذلك تتقون النار التي أعدها ربنا عز وجل للمعرضين والكافرين ولا خلاف بين المعنيين فكلاهما صحيح وكلاهما متلازم يعني
من صار موصوفا بالتقوى و صار فى عباد الله
المتقين فإنه بإذن الله ينجو من النار ويكون بينه وبين النار وقاية
وقوله {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَآء بِنَآءً} يعني فيه من أفعال الله عز وجل الجميلة ونعمه الكثيرة على خلقه وعباده من هذه النعم أنه جعل لهم { الأَرْضَ فِرَاشاً } أي مهدا كالفراش الذي يُنام عليه ويُرقد عليه فربنا عز وجل مهد هذه الأرض وسطحها وذللها فكان في ذلك نفع للخلق أجمعين فعليها يبنون وعليها يزرعون ويحرثون وعليها ينامون ومن طرقها يسلكون ويذهبون ويرجعون {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَآء بِنَآءً } يعني أيضا ربنا جعل السماء التي فوقنا بناء وأحكم هذا البناء وأودع فيما يحتاج إليه الناس من الشمس والقمر والنجوم وكما قال الله عز وجل{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ } قال { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً } أي أنزل من العلو أو أنزل من السحاب فالمراد بالسماء هنا هو السحاب كما تدل على ذلك الآيات الأخرى { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ } أي أنه ينزل المطر في وقت احتياجكم إليه بالقدر الذي تنتفعون به فأخرج به من الحدائق وأنبت به من الزروع وأخرج به من الثمار المختلفة والمتنوعة قال {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } يعني إذا علمتم بأن الله عز وجل وحده هو الذي خلقكم وهو الذي أَمدكم بهذه النعم الظاهرة والباطنة من تسطيح الأرض ومن رفع السماء ومن إنزال المطر ومن النعم العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى كما قال ربنا عز وجل {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } وأيضا كما قال ربنا عز وجل {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } إذا علمتم ذلك { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً } أي نظراء وأمثالا وأشباها تصرفون لهم العبادات يعني تعبدونهم كما تعبدون ربكم وتحبونهم كما تحبون ربكم وتتوجهون إليهم وتنزلون بهم حاجاتكم كما تتوجهون إلى ربكم { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه لا يستحق العبادة إلا الله أنه لا خالق ولا رازق ولا معطي إلا الله أنه لا يجوز الشرك بالله عز وجل { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }
وقوله {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَآء بِنَآءً} يعني فيه من أفعال الله عز وجل الجميلة ونعمه الكثيرة على خلقه وعباده من هذه النعم أنه جعل لهم { الأَرْضَ فِرَاشاً } أي مهدا كالفراش الذي يُنام عليه ويُرقد عليه فربنا عز وجل مهد هذه الأرض وسطحها وذللها فكان في ذلك نفع للخلق أجمعين فعليها يبنون وعليها يزرعون ويحرثون وعليها ينامون ومن طرقها يسلكون ويذهبون ويرجعون {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَآء بِنَآءً } يعني أيضا ربنا جعل السماء التي فوقنا بناء وأحكم هذا البناء وأودع فيما يحتاج إليه الناس من الشمس والقمر والنجوم وكما قال الله عز وجل{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ } قال { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً } أي أنزل من العلو أو أنزل من السحاب فالمراد بالسماء هنا هو السحاب كما تدل على ذلك الآيات الأخرى { وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ } أي أنه ينزل المطر في وقت احتياجكم إليه بالقدر الذي تنتفعون به فأخرج به من الحدائق وأنبت به من الزروع وأخرج به من الثمار المختلفة والمتنوعة قال {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } يعني إذا علمتم بأن الله عز وجل وحده هو الذي خلقكم وهو الذي أَمدكم بهذه النعم الظاهرة والباطنة من تسطيح الأرض ومن رفع السماء ومن إنزال المطر ومن النعم العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى كما قال ربنا عز وجل {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } وأيضا كما قال ربنا عز وجل {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } إذا علمتم ذلك { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً } أي نظراء وأمثالا وأشباها تصرفون لهم العبادات يعني تعبدونهم كما تعبدون ربكم وتحبونهم كما تحبون ربكم وتتوجهون إليهم وتنزلون بهم حاجاتكم كما تتوجهون إلى ربكم { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه لا يستحق العبادة إلا الله أنه لا خالق ولا رازق ولا معطي إلا الله أنه لا يجوز الشرك بالله عز وجل { فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }
قَال ابن كثير رحمه الله تعالى [الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعباده ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هو
الإمام ابن كثير ؟ الإمام ابن كثير صاحب التفسير وصاحب الكتب النافعة
والقيمة منها التفسير العظيم وهو تفسير
القرآن الكريم المسمى بــــ [ تفسير ابن كثير]
وكان حافظا كبيرا وفقيها مشهورا
وأيضا كان مؤرخا من كبار المؤرخين له [ البداية
والنهاية ] هذا الحافظ ابن كثير إسماعيل بن عمر ابن كثير رحمه الله يقول : [الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعباده ] هذا
أسلوب من أسأليب القرآن في طلب توحيد الألوهية
وهو أن الله عز وجل يلزمهم بما أقروا به
من توحيد الربوبية وما علموه بأنه يلزمهم إذا عرفوا واعتقدوا وأقروا بأن اللهَ
هو الخالق وحده وأنه هو الرازق وحده وأنه هو المحيي والمميت وحده وأنه هو المدبر
وحده يلزمهم أنهم يفردونه سبحانه وتعالى بالعبادة وحده لا شريك له يعني آيات كثيرة فيها إلزام المشركين بما أقروا به من
توحيد الربوبية على ما أنكروه من توحيد الألوهية
قال ربنا عز وجل { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }وأيضا كما قال ربنا عز وجل { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }وهكذا يقول الله {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }
هذا فيه دلالة على أن المعبودات من دون الله لا تملك ولا تخلق ولا ترزق بل هي في غاية من الضعف والعجز {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} فهذه المعبودات من دون الله ما تنفع ولا تملك ولا تقدر فلهذا ربنا عز وجل هو وحده المستحق للعبادة
قال ربنا عز وجل { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }وأيضا كما قال ربنا عز وجل { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }وهكذا يقول الله {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }
هذا فيه دلالة على أن المعبودات من دون الله لا تملك ولا تخلق ولا ترزق بل هي في غاية من الضعف والعجز {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} فهذه المعبودات من دون الله ما تنفع ولا تملك ولا تقدر فلهذا ربنا عز وجل هو وحده المستحق للعبادة
ثم قال المصنف رحمه الله تعالى [ وأنواع العبادة التى أمر الله بها ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا فيه إشارة من المصنف إلى تعريف العبادة أو
إلى تعريف من تعريفات العبادة التي ذكرها
أهل العلم
قال [ وأنواع العبادة التى أمر الله بها ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا يدل على أن
العبادة أنواع عديدة وأصناف كثيرة ويجمعها أنها مأمور بها يعني كل ما أمر الله به
فهذا يدل على أنه عبادة كما قال الأصوليون والفقهاء بأن العبادة هو : [ ما أُمر به شرعا من غير اضطراد عرفي ولا انقضاء عقلي ]
ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض المواضع [ العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رُسُله ]
ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض المواضع [ العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رُسُله ]
وأيضا أحسن ما عُرِف
به العبادة ذلك التعريف الجامع الذي ذكره شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته [العبودية] بقوله [
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ]
اسم جامع يعني أن جميع أفراد العبادة يدخل في هذا التعريف تحت هذا الحد هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه إذا قال القائل : كيف نعرف أن هذا الشيء يحبه الله ويرضاه ؟ فالجواب : أن ما أمر الله به يدل على أنه يحبه ويرضاه وما مدح ربنا عز وجل أهله وفاعليه هذا يدل على أنه يحبه ويرضاه
اسم جامع يعني أن جميع أفراد العبادة يدخل في هذا التعريف تحت هذا الحد هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه إذا قال القائل : كيف نعرف أن هذا الشيء يحبه الله ويرضاه ؟ فالجواب : أن ما أمر الله به يدل على أنه يحبه ويرضاه وما مدح ربنا عز وجل أهله وفاعليه هذا يدل على أنه يحبه ويرضاه
قال : [ هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا يدل على أن
العبادة تشمل أقوال وأعمال القلب والجوارح وأنها تشمل أيضا أقوال القلب وأقوال اللسان
وتشمل أيضا أعمال القلب واعمال الجوارح هذه العبادة
ما معنى أقوال القلب ؟ اعتقاداته من الإيمان بالله والرسل واليوم الآخر والكتب والملائكة والجنة والنار والميزان وعذاب القبر وما وعد الله به عباده المتقين وما توعد به الكافرين إلى غير ذلك من الإيمانيات هذا معنى أقوال القلب
و ما معنى أعمال القلب ؟ أي : حركاته كمحبة الله وخوف الله والرجاء بالله والتوكل على الله والإنابة إلى الله والإستعانة بالله والخشية والرغبة والرهبة لله وهذه الأشياء يقال لها أعمال القلوب
أقوال القلوب هي : (اعتقاداته) وأعمال القلوب هي : (حركاته ) وتشمل أيضا أقوال اللسان وأعمال الجوارح
أقوال اللسان مثل تلاوة القرآن وأنواع الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وغير ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والكلام الذي يقربك من الله هذا كله عبادة ما تحرك به اللسان مما يحبه الله ويرضاه هذا كله يعتبر عبادة
أيضا أعمال الجوارح مثل الصلاة والصيام والركوع والحج والعمرة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد هذا كله من أعمال الجوارح
فإذن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى [العبادة هي ] : التذلل لله مع كمال المحبة والخوف والخضوع وفي هذا المعنى قال قبله الحافظ العلامة ابن القيم رحمه الله
[ وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان ومداره بالأمر أمر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان ]
يعني أن العبادة : ما فيها كمال الذل والخضوع مع كمال المحبة هذه هي العبادة أما إذا وجدت محبة بدون ذل ولا خضوع هذه لا يقال لها عبادة وإذا وجد ذل و خضوع بدون محبة هذا لا يقال له عبادة يعني مثلا إذا وجد حب بدون ذل ولا خضوع هذا ليس بعبادة كحب الرجل لأهله أو لولده أو لصديقه إذا لم يكن مع المحبة ذل وخضوع هذا لا يقال له عبادة
وأيضا الذل و الخضوع بدون محبة هذا لا يقال له عبادة مثلا قد يذل المرء للجبار وللبطاش قد يذل له ويخضع خوفا منه ورهبة لكن بدون محبة هذه لا يقال لها عبادة
فما هي العبادة إذا ؟ ما جمعت الأمرين غاية المحبة مع غاية الذل
وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان هذا تفسير العبادة
ما معنى أقوال القلب ؟ اعتقاداته من الإيمان بالله والرسل واليوم الآخر والكتب والملائكة والجنة والنار والميزان وعذاب القبر وما وعد الله به عباده المتقين وما توعد به الكافرين إلى غير ذلك من الإيمانيات هذا معنى أقوال القلب
و ما معنى أعمال القلب ؟ أي : حركاته كمحبة الله وخوف الله والرجاء بالله والتوكل على الله والإنابة إلى الله والإستعانة بالله والخشية والرغبة والرهبة لله وهذه الأشياء يقال لها أعمال القلوب
أقوال القلوب هي : (اعتقاداته) وأعمال القلوب هي : (حركاته ) وتشمل أيضا أقوال اللسان وأعمال الجوارح
أقوال اللسان مثل تلاوة القرآن وأنواع الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وغير ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والكلام الذي يقربك من الله هذا كله عبادة ما تحرك به اللسان مما يحبه الله ويرضاه هذا كله يعتبر عبادة
أيضا أعمال الجوارح مثل الصلاة والصيام والركوع والحج والعمرة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد هذا كله من أعمال الجوارح
فإذن العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى [العبادة هي ] : التذلل لله مع كمال المحبة والخوف والخضوع وفي هذا المعنى قال قبله الحافظ العلامة ابن القيم رحمه الله
[ وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان ومداره بالأمر أمر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان ]
يعني أن العبادة : ما فيها كمال الذل والخضوع مع كمال المحبة هذه هي العبادة أما إذا وجدت محبة بدون ذل ولا خضوع هذه لا يقال لها عبادة وإذا وجد ذل و خضوع بدون محبة هذا لا يقال له عبادة يعني مثلا إذا وجد حب بدون ذل ولا خضوع هذا ليس بعبادة كحب الرجل لأهله أو لولده أو لصديقه إذا لم يكن مع المحبة ذل وخضوع هذا لا يقال له عبادة
وأيضا الذل و الخضوع بدون محبة هذا لا يقال له عبادة مثلا قد يذل المرء للجبار وللبطاش قد يذل له ويخضع خوفا منه ورهبة لكن بدون محبة هذه لا يقال لها عبادة
فما هي العبادة إذا ؟ ما جمعت الأمرين غاية المحبة مع غاية الذل
وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان هذا تفسير العبادة
يقول
المصنف رحمه الله [ وأنواع العبادة التى أمر الله بها ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم ذكر أنواعا من هذه العبادة قال [ مثل الإسلام والإيمان والإحسان ] ذكر أعلى المراتب
و أعلى مراتب
العبادة هي هذه الأشياء الثلاثة الإسلام بأركانه
من الصلاة والصوم والحج هذه أرفع أنواع العبادة والإيمان بأعماله مثل
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله هذه من العبادة وأيضا الإحسان وهو : [
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ] فهذه أعلى مراتب العبادة
ثم قال [ ومنه : الدعاء والخوف ] إلى آخر كلام المصنف الذي نشرحه اللقاء القادم إن شاء الله
ثم قال [ ومنه : الدعاء والخوف ] إلى آخر كلام المصنف الذي نشرحه اللقاء القادم إن شاء الله
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أل بيته وصحبه ومن إتبعهم
بإحسان إلى يوم الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق