وقوله [ أرشدك الله لطاعته ]
فيه
دعاء من المصنف رحمه الله للطالب
وللقارئ لهذه الرسالة فهذا يدلنا على شفقة المصنف رحمه الله ورحمته وإرادته وصول الخير إلى
الآخرين وهذه طريقة الشيخ محمد بن
عبد الوهاب رحمه الله أنه كثيراً ما يدعو لمن يقرأ رسالته أو من يسمع كلامه
عبد الوهاب رحمه الله أنه كثيراً ما يدعو لمن يقرأ رسالته أو من يسمع كلامه
[ أعلم أرشدك الله لطاعته ]
أي وفقك الله
لطاعته ورزقك
سبيل الاستقامة والهداية
والصلاح والسداد
والصلاح والسداد
[ أن الحنِيفِيَّة ملة إبراهيم أَن تعبُد
الله وحده مُخلِصا له الدين ]
ذكر
المصنف رحمه الله طريقة إبراهيم عليه الصلاة
والسلام [ أَنَ
الحنِيفِيَّة ملة إبراهيم ] الحنيفية أن تعبد الله
مخلصا له الدين والحنيفية هي التوحيد، وهي دين الإسلام سميت حنيفية
لكونها من الحَنَف وهو
الميل لكونها مائلة عن الشرك ولهذا تَسَمى دين الإسلام
حنيفية أى منحرفة ومائلة عن الشرك والبدع إلى التوحيد وعبادة الله عز وجل وحده لا شريك
له وإخلاص الدين لله وسمي إبراهيم حنيفاً لأنه حنف إلى دين الله وهو الإسلام
حنيفية أى منحرفة ومائلة عن الشرك والبدع إلى التوحيد وعبادة الله عز وجل وحده لا شريك
له وإخلاص الدين لله وسمي إبراهيم حنيفاً لأنه حنف إلى دين الله وهو الإسلام
فالحنيفية
هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام فربنا تبارك وتعالى جعل
إبراهيم الخليل
عليه الصلاة والسلام إماما للناس يقتدى به فى الخير قال ربنا عز وجل
عليه الصلاة والسلام إماما للناس يقتدى به فى الخير قال ربنا عز وجل
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}
[ أُمَّةً ] أي إماما يقتدى
به في الخير
وجعله أباً لمن جاء بعده من الأنبياء
تكريما له كما قال ربنا عزوجل { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ }فإبراهيم عليه الصلاة والسلام وجميع الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله عز وجل بعده على طريقة واحدة وعلى منهاج
واحد وعلى ملة واحدة في شأن التوحيد وهو عبادة الله عزوجل أما بالنسبة للشرائع فى الحلال والحرام في الأمر والنهي في التكاليف فربنا عز وجل لحكمته جعل لكل أمة منهاجا وشريعة يسيرون عليها بحسب المصلحة وبحسب الزمان والمكان كما قال ربنا عز وجل { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } أما التوحيد فهم على طريقة واحدة وعلى منهاج واحد
تكريما له كما قال ربنا عزوجل { وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ }فإبراهيم عليه الصلاة والسلام وجميع الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله عز وجل بعده على طريقة واحدة وعلى منهاج
واحد وعلى ملة واحدة في شأن التوحيد وهو عبادة الله عزوجل أما بالنسبة للشرائع فى الحلال والحرام في الأمر والنهي في التكاليف فربنا عز وجل لحكمته جعل لكل أمة منهاجا وشريعة يسيرون عليها بحسب المصلحة وبحسب الزمان والمكان كما قال ربنا عز وجل { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } أما التوحيد فهم على طريقة واحدة وعلى منهاج واحد
يقول
المصنف [ أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ
إِبْرَاهِيمَ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ]
هذه
ملة إبراهيم التي
أمر الله عز وجل العباد أن يسيروا عليها هذه
ملة إبراهيم
التي
أمر ربنا
عز وجل نبينا محمد صل الله عليه وعلى
آله وسلم أن
يسلكها
{ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} ويقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم
{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}
ويقول ربنا عز وجل
{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا
نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
} وآيات كثيرة في
كتاب الله عز وجل فيها أمر لنبينا عليه الصلاة والسلام وأمر للأمة بعده بالسلوك والسير
على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام
كتاب الله عز وجل فيها أمر لنبينا عليه الصلاة والسلام وأمر للأمة بعده بالسلوك والسير
على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام
فما هي هذه الملة التي
أمر الله نبينا عليه الصلاة والسلام بسلوكها ؟ ما هذه الطريقة
التي أمرنا بالسير عليها ؟ إنها عبادة الله عز وجل وحده دون ما سواه
التي أمرنا بالسير عليها ؟ إنها عبادة الله عز وجل وحده دون ما سواه
[ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ
الدِّينَ ]
يعني لا يكفي
أن تعبد الله بل أن تضيف إلى عبادة الله
اجتناب عبادة الطاغوت
فالعبادة
لا تكون نافعة ولا تكون مجدية
ولا تكون مقبولة إلا
بشرط انتفائها من
الشرك بالله عز
وجل [ أَنْ
تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ]
فهذه هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن تفرده سبحانه
وتعالى وأن تتوجه إليه عز وجل وأَن تحذر أن تشرك به تبارك وتعالى غيره من
الأنداد ومن
الأصنام ومن
الأحجار والأشجار و من الأنبياء والصالحين ومن الجن والملائكة من
كل ما سوى الله تبارك وتعالى هذه
هي ملة إبراهيم عليه الصلاة
والسلام التي
لأجلها
خلق الله عز وجل الخليقة وأمرهم بالسير على هذه الطريقة كما ذكر المصنف مستدلا بالآية الكريمة فإبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل عنه { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} ويقول الله عزوجل { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي
بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فهذا أمر مهم أن يعرف الجميع أن الله عز وجل إنما أوجدهم لهذه الغاية قال الله عزوجل{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }
خلق الله عز وجل الخليقة وأمرهم بالسير على هذه الطريقة كما ذكر المصنف مستدلا بالآية الكريمة فإبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل عنه { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} ويقول الله عزوجل { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي
بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فهذا أمر مهم أن يعرف الجميع أن الله عز وجل إنما أوجدهم لهذه الغاية قال الله عزوجل{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }
ومعنى { يَعْبُدُونِ }
يوحدون وربنا عز وجل أتى
بهذه الأية على أسلوب الحصر والقصر ليفيد
قصر وحصر العبادة بالله تبارك وتعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } هذه هي الغاية من خلق ربنا عز وجل للجن والإنس فمنهم من امتثل وأطاع ومنهم
قصر وحصر العبادة بالله تبارك وتعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } هذه هي الغاية من خلق ربنا عز وجل للجن والإنس فمنهم من امتثل وأطاع ومنهم
من عادى وعاند
واستكبر وأشرك منهم
من قام بما لأجله خلقه الله عز وجل ومنهم
من عاند وأدبر
واستكبر فلهذا الله يقول { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ
إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } هذه
هي الغاية وهذه
هي الحكمة وهذا هو المراد من خلق الجن والإنس
أنهم يقومون بعبادة الله
كلفهم بهذه التكاليف وأمرهم بهذه الأوامر ونهاهم عن هذه المنهيات وندبهم إلى هذه المستحبات والمندوبات ليؤدوا ما لأجله خلقهم الله عز وجل { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } فهذا فيه البيان لطريقة وملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي عبادة الله عز وجل وحده
دون من سواه
كلفهم بهذه التكاليف وأمرهم بهذه الأوامر ونهاهم عن هذه المنهيات وندبهم إلى هذه المستحبات والمندوبات ليؤدوا ما لأجله خلقهم الله عز وجل { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } فهذا فيه البيان لطريقة وملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي عبادة الله عز وجل وحده
دون من سواه
قال
المصنف [ وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ وَهُوَ
: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ وَأَعْظَمُ مَا نَهَى
عَنْه الشِّركُ ، وَهُوَ : دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ ]
أعظم ما أمر الله به هو التوحيد التوحيد
الذي هو حق الله
عز وجل على العبيد هذا أعظم ما
أمر الله به أعظم ما كُلِف به الإنسان قولا وعملا واعتقادا هو توحيد الله
أمر الله به أعظم ما كُلِف به الإنسان قولا وعملا واعتقادا هو توحيد الله
أي هو : إفراد
الله عز وجل هذا
أهم الواجبات وأكد
الحقوق وأعظم
الفرائض وأصل الأصول وأساس الدين والملة
[وَأَعْظَمُ
مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ ]
التوحيد مقدم
على سائر العبادات التي أمر اللهُ بها الله عزوجل جعل
للصلاة شأنا عظيما ومنزلة كبيرة فهي صلة بين
العبد وبين ربه ومع
ذلك فالتوحيد أعظم من الصلاة لأن الصلاة وما كان دونها من
العبادات لا تقبل ولا تصح ولا ينتفع بها صاحبها إلا
بالشرط الأكيد وهو
الإخلاص لله وإقامة التوحيد لله وعبادة الله عز وجل وحده دون من سواه فعبادة بلا توحيد هذه
لا قيمة لها ولا وزن لها بل لا تُسمى عبادة لأن الله يقول
الإخلاص لله وإقامة التوحيد لله وعبادة الله عز وجل وحده دون من سواه فعبادة بلا توحيد هذه
لا قيمة لها ولا وزن لها بل لا تُسمى عبادة لأن الله يقول
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئًا} ما تسمى عبادة إلا بشرطين
أن
يوجد فيها الإخلاص لله عز وجل وإفرادهُ وحده وأن
يوجد فيها المتابعة للنبي صل الله عليه وسلم فعبادة
دون توحيد لو عمل المرء ما
صورته العبادة من بذل وإنفاق وإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وبر بالوالدين
وصلة للأرحام وصلاة وزكاة وحج
واعتمار وغير
ذلك من أنواع
العبادات التي ظاهرها أنها عبادة إذا لم يتوفر معها هذا الشرط الأكيد وهذا الشرط المطلوب وهو توحيد الله فإنها تكون هباء منثورا ولا ينتفع بها صاحبها فلا تقربه إلى الله بل ما تزيده من الله عز وجل إلا بعداً لأن الله خلقه لأجل أن يعبده فذهب يصرف العبادة لغير الله ويشرك
معه غيره سبحانه وتعالى وهذا ولا شك من أعظم الخسران أنه يلتفت بقلبه إلى غير الله وأنه يجعل نصيباً من عبادته لغير الله عز وجل
العبادات التي ظاهرها أنها عبادة إذا لم يتوفر معها هذا الشرط الأكيد وهذا الشرط المطلوب وهو توحيد الله فإنها تكون هباء منثورا ولا ينتفع بها صاحبها فلا تقربه إلى الله بل ما تزيده من الله عز وجل إلا بعداً لأن الله خلقه لأجل أن يعبده فذهب يصرف العبادة لغير الله ويشرك
معه غيره سبحانه وتعالى وهذا ولا شك من أعظم الخسران أنه يلتفت بقلبه إلى غير الله وأنه يجعل نصيباً من عبادته لغير الله عز وجل
فهذا
من أعظم الخسران ولهذا يقول ربنا تبارك
وتعالى {
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}
وأيضا يقول ربنا عزوجل { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ} ويقول ربنا
تبارك وتعالى {
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ} إذن أعظم ما أمر
الله به هو التوحيد وهو :إفراد الله عز وجل بالعبادة جميع العبادات الظاهرة والباطنة جميع العبادات التي هي قلبية أو من عملِ الجوارح جميع العبادات الواجبة والمستحبة لا تكون إلا لله عز وجل { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ويقول الله { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا
لَهُ الدِّينَ} ويقول ربنا تبارك وتعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } إذن الخلق ما اُمِروا
فقط بمجرد العبادة لكن عبادة مقرونة بالإخلاص عبادة بعيدة عن الشرك بالله تبارك وتعالى وإلا ففي أعمال المشركين كانت لهم أعمال وكانت لهم أمور يتقربون بها إلى الله لكنهم لم يجعلوها خالصة لوجه الله خدموا الحجيج وبذلوا وأنفقوا وأيضا استغفروا لكن ما عندهم التوحيد قال الله عز وجل { قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } فهذا فيه تنبيه للجميع أنهم إذا أرادوا أن يقوموا بما لأجله خلقهم الله عزوجل أن يعبدوا الله وحده محققين شرط الإخلاص ومحققين شرط المتابعة لنبيه صل الله عليه وعلى آله وسلم لأن العبادة والعمل الذي ظاهره صالح إذا لم يكن مقرونا بالإخلاص والمتابعة فهو ضلال وهو خسارة ولا ينتفع به صاحبه بل يشقى به صاحبه لأنه إذا لم يكن على سُنة يرتكب البدعة ويرتكب ما يباعده عن الله تبارك وتعالى
الله به هو التوحيد وهو :إفراد الله عز وجل بالعبادة جميع العبادات الظاهرة والباطنة جميع العبادات التي هي قلبية أو من عملِ الجوارح جميع العبادات الواجبة والمستحبة لا تكون إلا لله عز وجل { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} ويقول الله { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا
لَهُ الدِّينَ} ويقول ربنا تبارك وتعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } إذن الخلق ما اُمِروا
فقط بمجرد العبادة لكن عبادة مقرونة بالإخلاص عبادة بعيدة عن الشرك بالله تبارك وتعالى وإلا ففي أعمال المشركين كانت لهم أعمال وكانت لهم أمور يتقربون بها إلى الله لكنهم لم يجعلوها خالصة لوجه الله خدموا الحجيج وبذلوا وأنفقوا وأيضا استغفروا لكن ما عندهم التوحيد قال الله عز وجل { قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ } فهذا فيه تنبيه للجميع أنهم إذا أرادوا أن يقوموا بما لأجله خلقهم الله عزوجل أن يعبدوا الله وحده محققين شرط الإخلاص ومحققين شرط المتابعة لنبيه صل الله عليه وعلى آله وسلم لأن العبادة والعمل الذي ظاهره صالح إذا لم يكن مقرونا بالإخلاص والمتابعة فهو ضلال وهو خسارة ولا ينتفع به صاحبه بل يشقى به صاحبه لأنه إذا لم يكن على سُنة يرتكب البدعة ويرتكب ما يباعده عن الله تبارك وتعالى
فقول
المصنف [ وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ ، وَهُوَ إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ وَأَعْظَمُ مَا
نَهَى عَنْه الشِّركُ ]
يعني أن الله عز وجل نهى عن
أمور كثيرة من المحرمات من
الزنا والسرقة والكذب والقتل ومن أكل مال اليتيم
وأكل الربا ومن عقوق الوالدين وقطيعة صلة الأرحام
ومن الغش والخداع وغيرهم
من الأشياء الكثيرة التى نهى عنها الله عز وجل وجاء
الوعيد الأكيد في أصحابها وفاعليها
ومع ذلك فأعظم هذه
النواهي وأكبر هذه المحرمات هو الشرك بالله عز
وجل الذى هو دعوة غيره معه أن يُصرف شئ من
العبادات لغير الله عز وجل فلا شك أن هذا من أنكر
المنكر ومن أقبح القبائح ومن أسوأ
الذنوب {
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ظلم عظيم أن يكون الله عز وجل
هو الذي خلق وغيره يُعبَد أن يكون ربنا عز وجل
هو الذي رزق وغيره يُشكر أن يكون ربنا تبارك وتعالى هو الذي تفضل وهو الذي تمنن على عباده بأنواع النعم وجزيل المنن ثم يتوجه قطاع كبير من العباد إلى
غير الله عز وجل يدعونهم ويذبحون لهم
وينذرون لهم
ويطلبون منهم المدد والولد والشفاء
والعافية يخافونهم خوف السر ويرجونهم رجاء العبادة و يذكروهم في
حال الشدة والرخاء في البر والبحر وفي السفر
والحضر لا شك أن هذا فيه هضم للربوبية وفيه إنقاص للألوهية وفيه
سوء ظن برب العالمين ولهذا قال الله عز وجل { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}
هذا هو
الشرك بالله تبارك وتعالى الذي يأتي على جميع الأعمال ولو
كانت أمثال الجبال فيجعلها هباء منثورا { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ
عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } مهما قدموا من العمل الذي تصورا أنه عبادة وأنّه مقرب
إلى الله إذا
لم يكن بشرط التوحيد والإخلاص فإنه
يكون هباء منثورا وقال الله
عز وجل { مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ
أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا
يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ }
يعني
لهم أعمال فأعظم الذنوب الشرك بالله سواء كان شرك الدعوة وهو
أن يدعو غير الله
في أمر لا يقدر عليه إلا الله يدعو ميتا أو يدعو
غائبا أو يدعو حيا حاضرا لكن في أمر لا يقدر عليه إلا الله
أيضا (شرك الإرادة والنية) :
أنه يعمل الأعمال ويريد
بها غير وجه الله تبارك وتعالى
أيضا
(شرك الطاعة)
: أنه يتخذ مع الله عز وجل مشرعا أو
ندا يقبل ما يحلله ويقبل ما يحرمه ويذعن له ويطيعه
أيضا
(شرك المحبة)
: أن يتخذ مع الله عز وجل أندادا يحبهم
كحب الله عز وجل أو
أشد
هذا
وغيره من أنواع الشرك التي
هي من أسوأ الذنوب
قال
النبي صل الله عليه وعلى
آله وسلم [
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا : بلى يا رسول الله قال : الشرك بالله ]ويقول عليه الصلاة والسلام [مَنْ ماتَ وهو يدعو مِن دونِ اللهِ نِدًّا
دخلَ النار ]
ويقول
عليه الصلاة والسلام [ مَنْ لَقِيَ اللهَ لا يُشْرِك بهِ شيئًا
دخلَ الجنة ، ومَنْ لَقِيَهُ يُشْرِك بهِ شيئًا دخلَ
النار ] وأيضا لما سئل النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم [ أَي الذنب أعظم ؟ قال:أنْ تجعلَ للهِ ندًّا وهو خَلَقَك ]
فلهذا استدل
المصنف رحمه الله بهذه الآية الكريمة
{ وَاعْبُدُوا
اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } أن هذه الآية ضمن آية طويلة { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } فهذه الآية تسمى بآية
الحقوق العشرة ويتبع ربنا
عز وجل فيها بأعظم الحقوق وهو حق الله :
عبادته وترك الإشراك به
قال
النبي صل الله عليه وسلم - لمعاذ : [ أتدري ما حق الله على العباد وما حق
العباد على الله قال : الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا
يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ]
يعني
إذا اكتمل التوحيد في القلب فإنه يأتي على
المعاصي فيحرقها يأتي على الذنوب فيذهبها إذا كمل التوحيد في نفس المؤمن الموحد فيأتي على هذه الذنوب فيحرقها أما
إذا ضعف إيمانه وتوحيده فإذا مات على سائر الذنوب
مُصرا عليها غير
تائب منها فأَمره إلى الله
إن شاء عذبه بعدله وإن شاء غفر له بواسع فضله
نسأل الكريم سبحانه وتعالى أن يتوفانا وإياكم
على التوحيد والإِيمان
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى أل
بيته وصحبته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق